يحتاج الملك إلى قوة خاصة من أصحاب الرأي والفكر والخبرة وأهل الثقة تسند قوته، وتساعده على اتخاذ قرارات حاسمة ومصيرية داخلياً وخارجياً..

حكمة الملك وعمق فكره، وشخصيته القيادية الفذة، تحتاج إلى مؤازرة ومساندة لكي تثمر المزيد من العطاء في خدمة الوطن، وخدمة الناس والأمة.. وهذه كلها يمكن أن تتحقق إذا توافر رجال مخلصون أكفاء حول الملك يمحضونه نصيحة صادقة ويخلصون في مشورته إلى الحد الذي يلتزمون فيه ببسط الحقائق أمام مقامه السامي دون تهويل أو تقليل، فلا نفاق ولا شقاق ولا تصفية حسابات ولا اغتيال لشخصيات.. فهل هذا الأمر موجود، وهل مثل هؤلاء الرجال موجودون فعلاً..!؟

قد تكون الإجابة نعم وقد لا تكون كذلك، لكن الحكمة الملكية التي تغلب على تفكير وأسلوب عمل سيد البلاد، تشفع في كثير من الأحيان، وتُغيّر الواقع على الرغم من ندرة الرجال الرجال، فهل يعني هذا أن المستقبل قد يتغير بصورة دراماتيكية لصالح قوة الملك واختيار الملك وقرارات الملك..؟

ما نرجوه أن تتميز الحاشية، وأن يتميز الطيب المخلص من سواه، لأن المكانة التي تحتلها الحاشية أهم ألف مرة من المكانة التي يحتلها رئيس الحكومة بل والحكومة بأسرها، نظراً لاعتبارات تمليها روح دستورية خالصة، تحتم أن يكون حول الملك رجال خُلْص هم خيرة الخيرة، من أهل الثقة والخبرة معاً، فليس ثمة مركب يمكن أن يسير بتوازن ما لم يقده فريق من أهل الثقة والخبرة.. فهل الواقع ينبيء بمسار جديد تتحقق فيه هذه الرؤية..!!؟

هذا المقال ليس أكثر من عصف ذهني لطرح فكرة قد لا يجرؤ الكثيرون على طرحها، لكنها بتقديري لب المشكلة، وأساس الحل، ولن أسهب كثيراً في التوصيف والإيحاء، فالفكرة واضحة، وكل ما نتمناه أن يُفهم الموضوع في سياقه الصحيح دون تأويل، لأن الوطن لا يستطيع أن يتحمّل نتاج اجتهادات وأمزجة عابرة، قد يلتقطها هذا المسؤول أو ذاك فيقرر تطبيقها في لحظة تاريخية مصيرية.. وعلى الناس أن تتفهّم وأن تتقبّل وأن تتحمل النتائج..!!

علينا أن نُقرّ أن حكمة الملك وصلابة الحكم، تتطلب موقفاً شعبياً يتعاطى مع الفكرة بقناعة، لكي يكتمل القرار وتُثمر الحكمة، ويزداد الحكم صلابة.. وكل ذلك يمكن أن يحصل إذا أدركنا أن رجالاً حول الملك من صفوة الرجال يتحركون بفكر نابع من ضمير الشعب، يفهمهم الناس ويفهمون الناس.. وما بينهم وبين الشعب ملك بصير ذو حكمة وهمّة، يثق الناس بمن حوله.. ويتغيرون..!!