الصهاينة لا يريدون السلام
د. بسام العموش
28-07-2018 04:51 PM
كان العرب رافضين للسلام مع الصهاينة الوافدين المحتلين منذ بداية المشكلة التي زرعتها بريطانيا في المنطقة ، لكن العرب غيروا وبدلوا ، وكان بعضهم يتصل ويجتمع بالصهاينة سرا" الى أن اجتمع بهم السادات علنا" يوم زيارته للكنيست حيث كسر الحاجز النفسي عند العرب، وتم توقيع كامب ديفيد واستعاد سيناء وتم تبادل السفراء .
غضب العرب وقاطعوا مصر لكنهم لم يلبثوا أن عادوا والتحقوا بمؤتمر مدريد للسلام ونتج عنه اتفاق اوسلو وظهرت السلطة الفلسطينية على السطح ومشى الراحل عرفات على البساط الأحمر وعومل معاملة الرؤساء . لحق الأردن بالسلام ووقع على معاهدة السلام في وادي عربة وفتحت السفارات لكن شيئا" لم يتغير !! بل جاء الم ساد الى عمان محاولا" اغتيال مشعل وقتل القاضي زعيتر ورجلين أردنيين في سفارة العدو !! تقدم العرب في بيروت يخطبون ود السلام الإسرائيلي فعرضوا مبادرة اعتراف الدول الإسلامية قاطبة بإسرائيل مقابل إعادة ما تم احتلاله عام 1967م.
لكن العروس المدللة المحمية من كل الدول الكبرى رفضت السلام العربي والقرارات الدولية وصفعت الأمم المتحدة وراحت تصنع لنا المزيد من الضعف فاخترعت الحادي عشر من سبتمبر وساقت بوش الصغير فاحتل العراق وأفغانستان بالتعاون مع إيران وأعدم صدام وقتل الملايين ودمر العراق ثم كملوا المشوار بركوب موجة الربيع العربي فدمرت سوريا واليمن وليبيا وصارت الأمة أشلاء ممزقة !!
واليوم فرصة الصهاينة واضحة معلنة تقضي بأن اسرائيل لليهود والقدس عاصمة موحدة لإسرائيل وسفارة أعظم دولة فيها وليذهب العرب والمسلمون الى الجحيم وليبلطوا البحر المتوسط أو يشربوا البحر الميت !!! فماذا بقي لدعاة السلام العرب من قول ؟ إنهم لا يريدونكم ولا يأبهون بكم ولا يحترمونكم ولا يخشونكم فماذا أنتم فاعلون ؟ .
كل ما نريد منكم الاقتناع بأنهم لا يريدون السلام فنحن في نظرهم خراف وحمير فلا داعي أن نستمر في التعلق بحبال الهوى والكلام الممجوج عن السلام مع من لا يريد السلام .
إنهم يعلمون أبناءهم الحرب والقوة والقتل ولا يعلمونهم السلام !! لا يدرسونهم حدودا" لإسرائيل بل يشرحون لهم عن دولة من النيل الى الفرات . إنهم يتحكمون بأعظم دولة فجلبوا للبيت الأبيض رجلا" فيه حركات ارتعاشية يحتقر العرب ويفخر بأن ابنته تحمل في بطنها جنينا" يهوديا".
رغم كل الدمار عندنا والهيمنة التي وصلوا إليها فلا نزال أصحاب الحق وعلينا توريثه للأجيال . علينا أن نسحب منهم الطمأنينة باستمرار الحديث عن الحق والصمود ورد العدوان واستمرار المقاومة بكل أشكالها المشروعة . يجب أن لا يطمئن اللص ولا بد من استراتيجية تحملها الأمة بأكملها وعلى مستوى العالم لفضح هذا الكيان فرحلتهم تصطدم بعقيدتنا التي لن نتخلى عنها فالمسألة قبلة أولى وثالث المساجد المباركة وهي أرض الإسراء وبوابة السماء والشهداء الى الجنة والشعوب التي تريد النصر لا بد ان تضحي ، ولو قدمنا ضحايا الربيع العربي ( مليون إنسان )من أجل فلسطين لتحررت ولتخلصنا من المحتل.