الجامعة الأم ونظام القبول
زينا محمد
28-07-2018 06:34 PM
الى متى يبقى نظام قبول الدراسات العليا في الجامعة الأردنية منحازاً لطلبة دون آخرين والى متى ستبقى العلامة الفيصل في قبول طالب او عدم قبوله؟
ولماذا يعطى خريج الجامعة الأردنية (بكالوريس او ماجستير) ميزات وتفضيل في القبول في برامج الدراسات العليا عن ابناء باقي المحافظات وخريجي باقي الجامعات. وأين الوثيقة في قوانين الجامعة الذي تنص على هذا البند؟
نظام القبول في كلية الدراسات العليا في الجامعة الأم يخصص نصف عدد مقاعد القبول لخريجي الجامعة الاردنية فقط والنصف الباقي لخريجي الجامعات الأخرى. سأعطي مثالا للتوضيح ,اذا تقدم طالبان واحد خريج الجامعة الاردنية وآخر خريج جامعة أخرى لنفس التخصص في برنامج الدراسات العليا ولديهما نفس العلامات فأن طالب الجامعة الاردنية ينافس طلاب الاردنية فقط على نصف عدد المقاعد المحدد للقبول. بينما ينافس الطالب الذي لم يتخرج من الاردنية مع خريجي باقي الجامعات الاردنية الحكومية والجامعات الاردنية الخاصة والجامعات الاجنبية على النصف المتبق من المقاعد.
هنا يتجلى التفضيل والتمييز لفئة معينة من الطلبة وهم خريجو الاردنية الذين يخصص لهم مقاعد اكثر من باقي الطلبة الاردنيين فحصتهم وحدهم النصف وحصة باقي الطلبة النصف المتبق وهذا التفضيل مبني فقط على حقيقة انهم خريجو الاردنية وليس مبني على أي كفاءة او مهارة أخرى ومن ثم يتم النظر الى علامات الطالب وبعدها ينظر اذا كان للطالب المتقدم بحث منشور. و من الجدير بالذكر أن هذا التفضيل غير مذكور بشكل رسمي في موقع الجامعة الاردنية.
في معرض حديثنا عن الريع ودولة الريع التي تفضل بذكرها دولة الرئيس, أرى هذا النظام تجسيدا لمثال توزيع الريع الاكاديمي والمحاصصة .فنصف عدد مقاعد الدراسات العليا هي ريع تحتفظ به الجامعة الاردنية لتوزعه على خريجيها ,وحيث أن الريع في العادة يكون له مقابل لم استطع أن أعرف ما هو المقابل الذي تجنيه الجامعة من تخصيص نصف المقاعد لخريجيها والذين في معظم الاحوال هم من سكان العاصمة.
أما الفجوة الأخرى فهي اعتماد العلامات السابقة للطالب فقط كمقياس أساسي للقبول والمشكلة لا تكمن في استخدام العلامات كمقياس للقبول بحد ذاتها المشكلة تكمن في عدم النظر الى مؤشرات ومقاييس أخرى لاتخاذ القرار بقبول الطالب او رفضه حيث لا يتم طلب رسائل توصية سواء من اساتذة سابقين أو من رؤساء في العمل لمعرفة مدى التزام الطالب واداءه وقدرته على العمل و الانجاز. ولا يتم طلب ما يسمى ببيان الغرض أو الهدف من الالتحاق بكلية الدراسات العليا حيث أن هذا الشرط تحديدا يساعد اعضاء هيئة التدريس على التعرف على نوعية الطالب وأهدافه وخططه المستقبلية الاكاديمية اوالمهنية وما الذي سيجنيه من الالتحاق بالبرنامج وهذا ايضاً يقودنا الى نقطة أخرى تفسر غياب هذا الشرط وهي أن اعضاء هيئة التدريس المشرفين ليس لهم أي دور في قبول الطلبة وانتقاءهم وهم مستبعدين عن عملية القبول وليس لهم دور في قبول الطلبة حيث الصلاحية الآن في يد وحدة القبول والتسجيل بناءا على المفاضلة في العلامات وتصل القوائم لهيئة التدريس جاهزة.
بالرجوع الى وثيقة تعليمات منح درجة الدكتوراة في الجامعة الاردنية والموجودة على موقع الجامعة فأن التنسيب بالقبول هو من صلاحيات الكلية والقسم ولكن على أرض الواقع القبولات تأتي جاهزة من القبول والتسجيل.
"المادة )8 :)ينسب مجلس العمداء في مطلع كل عام جامعي لمجلس التعليم العالي أعداد الطلبة الذين سيقبلون في البرامج، بناء على توصية من المجلس، وتنسيب من اللجان في الأقسام والكليات". ص3
أما بخصوص تفصيل أسس القبول فهي كما يلي ومن نفس الوثيقة :
"ب. يفاضل بين المتقدمين للقبول ضمن العدد المقررفي المادة (9) وفق التوزيع الآتي:
1. 45% للتقدير في درجة البكالوريس وما يعادلها
2. 45% للتقدير في درجة الماجستير وما يعادلها
3. 10% لبحوث علمية منشورة في مجلات علمية محكمة معتمدة من الجامعة الأردنية" ص4
اذا اتفقنا على ان الهدف النهائي لعملية القبول هو التحاق طلبة دراسات عليا مميزين وملتزمين بامكانهم اتمام البرنامج والاضافة له والمساهمة في البحث العلمي والانجاز الاكاديمي والمهني اذن فالعلامات الاكاديمية وحدها ليست مؤشر كاف عن الطالب فكم من الطلبة لديهم مهارات عملية ومهنية وحتى مهارات اكاديمية لم يتم قياسها في اختبارات لها علامات لذلك يجب أن يعطى الطالب الفرصة ليعبر عن نفسه ومهاراته وخططه المستقبليه بعيدا عن العلامات ولنعط هيئة التدريس فرصة التعرف على الطلاب الذين سيمضوا معهم فترة زمنية ليست بالقصيرة بعيدا عن الارقام .
وأخيرا, من المهم أن نسعى لتطور وتحسين نوعية التعليم العالي و تحفيز الاستكشاف الفكري والتعلم المستمر في الاردن وحكما علينا البدء بأقدم الجامعات وأعرقها في بلدنا الحبيب ولتكن نقطة البداية في هذا التطور هي عملية القبول الجامعي فلنقم بمراجعتها واصلاح اللازم اصلاحه منها لنتمكن من استقطاب وتخريج طلبة دراسات عليا قادرين على الانتاج والبحث العلمي والتنافس بفعالية في الاقتصاد العالمي في القرن الواحد العشرين .