العودة للديار أحد خيارات النازحين السوريين لنقص دعم المنظمات بالأردن
28-07-2018 03:51 PM
عمون- يبدو أن ضيق ذات اليد وشظف العيش الذي يعانيه النازحون السوريون، بسبب نقص الدعم الذي تقدمه المنظمات الإنسانية، دفعت أولئك النازحين إلى التفكير بجدية في العودة للديار على الرغم من تردي الأوضاع المعيشية في المدن والبلدات السورية، بفعل حرب تتعرض لها البلاد منذ أكثر من سبع سنوات.
وتقول وداد وهي معلمة سورية تعيش بالأردن، لوكالة "سبوتنيك": "أخطرتني يونيسيف (منظمة الأمم المتحدة للطفولة) ضمن 509 معلمين في مخيم الزعتري بعدم توفر تمويل لدفع رواتبنا مع بدء العام الدراسي 2018".
وترى وداد أن "خيار العودة هو الخيار الأرجح ليس فقط بالنسبة لي بل عند الزملاء أيضا، لكننا ما زلنا نتحاور (حول العودة)".
وفي ظل الحديث عن باب العودة إلى سوريا المفتوح أمام اللاجئين السوريين في لبنان والأردن، "يقوم اللاجئون في الأردن بموازنة الصعوبات التي تواجههم" على حد تعبير وداد التي تشير إلى أن من بين العوائق التي تواجه بعض السوريين هو أن أبناءهم اليوم بعمر الالتزام بالتجنيد الإجباري.
وحول ما إذا كانت تخشى على أبنائها من الخدمة في الجيش تجيب وداد: "بكل تأكيد أخاف عليهم". لكنها، وهي من سكان درعا (جنوبي سوريا)، تضيف على ما سبق: "أيضا أرسلوا لنا صورة منازلنا في سوريا ورأيناها وهي مهدمة".
وأمام المعطيات السابقة تقول: "أنا و90% من المعلمين زملائي نفكر أننا عندما نعود أين سنسكن أيضا". وتعلق: "هنا أخبرونا أن العودة ليست إجبارية هي طوعية، ولكن الظروف تضيق علينا هنا، وهناك تبدو أضيق ولم نصل الى نتيجة بعد".
والأسبوع الماضي أخطرت "يونيسيف" العاملين بمهنة معلم مساعد في مخيم الزعتري في الأردن بعدم توفر التمويل اللازم حاليا لدفع رواتبهم مع بدء العام الدراسي لعام 2018، مع العلم أن عدد المعلمين يبلغ 509 معلماً.
وحول هذا التطور تقول وداد، وهو ليس الاسم الحقيقي للمعلمة السورية لكنها فضلت استخدامه لأسباب شخصية: "لدي خبرة 27 عاما في التعليم، ولا يوجد لدي مصدر دخل (غير راتبي الذي كنت أتقاضاه من اليونيسيف)، كما أنني المعيل الوحيد للأسرة وهنا نحن لاجئين لا يوجد لدينا فرص عمل، مثلاً أنا معلمة وأحمل شهادة لكن لا فرص عمل لدي في (المدارس الحكومية الأردنية)".
وفي ضوء ما سبق فإن المتاح لديها هو العمل في مهنة التدريس في مخيم الزعتري ضمن برامج اليونيسيف أو أي برامج أممية وحسب.
واليوم لا يوجد أمام وداد المنفصلة عن زوجها قبل الأزمة السورية، وهي المعيل الوحيد لأربعة أبناء تتراوح أعمارهم بين 18 و21 عاما، من بينهم طالبة في الجامعة إلا أن تتعلم مهنة جديدة وتبقى في الأردن، أو أن تعود إلى سوريا لتبدأ رحلة جديدة من ترميم بيتها الذي تهاوت جدرانه بفعل حرب تتعرض لها سوريا منذ أكثر من سبع سنوات.
ويعتبر مخيم الزعتري، من أكبر مخيمات اللجوء الخاصة بالسوريين في الأردن، ويضم نحو 80 ألف نازح. (سبوتنيك)