الخوذ البيضاء واشياء اخرى
اللواء المتقاعد مروان العمد
28-07-2018 11:57 AM
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن مجموعة الخوذ البيضاء في سورية وعن المحاولات التي جرت لأخراجهم او بالاصح لاخراج بعضهم عن طريق مرتفعات الجولان المحتلة ومنها الى الاراضي الأردنية مع تعهد اربع دول غربية وهيى بريطانيا والمانيا وكندا وفرنسا لأستقبالهم في اراضيها خلال مده اقصاها ثلاثه اشهر .
ومجموعة الخوذ البيضاء هي منظمة للدفاع المدني تم تشكيلها بدعم من العديد من الدول والمنظمات الدوليه يقع مركزها الرئيسي ما بين مدينتي امستردام واسطمبول ويتلقى عناصروها دورات متعددة في تركيا وقد وصل عدد اعضائها اكثر من ثلاثة الآف عنصر ومن المفروض ان هذه المنظمة عبارة عن فريق دفاع مدني تطوعي كان يعمل وينشط في مناطق سيطرة المعارضة السورية ، ومن المفروض ان عملها وكما كان يتم تصويرة هو عمليات الانقاذ والاسعاف لمن يتعرضون لتهدم المباني عليهم او الاصابة بشظايا القذائف التي كانت تتساقط على مواقع المعارضة وهم بالرغم من عملهم في مناطق المعارضة ومناصرتهم لها الا انهم من المفروض انهم لم يحملوا السلاح ولم يحاربوا قوات النظام . وبالتالي فاذا كان من حمل السلاح وقاتل اما تمت تسويه امورة مع النظام وبقي في بيتة او ركب الباصات الزرقاء او الملونة وذهب الى الشمال السوري مع سلاحة الفردي بأمان ويتساوى بذلك اعضاء التنظيمات المعتدلة والارهابية .
اذاً ما الذي جعل منهم حالة خاصة تتداعى عدة دول لأخراجهم من سورية وحتى من خلال الاراضي المحتلة الى الاردن الذي يرفض استقبال لاجئين جدد والى تعهد عدة دول لاستضافتهم لديها خلال الاشهر الثلاثة القادمة ؟
لقد تم الاعلان ان عدد افراد الخوذ البيضاء مع أفراد عائلاتهم الذين سيتم نقلهم من خلال هضبه الجولان الى الاردن يبلغ ثمانمائة فقط، في حين ان عدد اعضاء الخوذ البيضاء المتواجدين حالياً في الجنوب السوري ومعظمهم في مناطق اصبحت تحت سيطرة قوات النظام خلال الايام السابقة ، يتجاوز الثلاثة الآف عنصر دون افراد عائلاتهم ، ومنهم حوالي اربع مائة في مدينة درعا نفسها .
وقد تم الاعلان فيما بعد انه تم اجلاء ٩٨ عنصراً من الخوذ البيضاء مع افراد عائلاتهم البالغة ٣٢٤ شخصاً الى الاردن ثم تم الاعلان عن توقف عمليه الاخلاء، مما جعل عناصر الخوذ البيضاء الذين لا يزالون في جنوب سورية للمطالبة بالعمل على اخراجهم منها اسوة بزملائهم . وقد نفذ عدداً منهم وقفه احتجاجيه في مدينه درعا .
وقد قال المدعو علوان المصري احد اعضاء هذه المنظمة : لقد تطوعنا لانقاذ الناس وألآن وعندما وصلنا الى مرحله نريد ان ينقذونا لم يقم احد بنجدتنا . وتساءل اين المنظمات التي كانت معنا ؟ اين الدول المانحة ( في اشاره للدول الغربية وامريكا والمنظمات الغربية التي تعمل في المجال الانساني ) .
وقال عضو آخر من هذة المنظمه يدعى سيزار انه علم بالصدفة بعملية الأخلاء وعند مراجعته مركز الاخلاء ذكروا له ان اسمه غير مدرج على قوائم من سيتم اخلائهم . وقال ان وضعنا اصبح صعب وخطير وان خروج من خرج منهم عن طريق اسرائيل زاد الطين بله عليهم .
ومن هذا يبدوا واضحاً ان النية لم تكن مبيتة لأخراج جميع اعضاء الخوذ البيضاء وانه لم يتم ابلاغهم بعملية الاخلاء وان قوائم المنوي اخلائهم كانت معدة مسبقاً . وان المقصود بعملية الاخلاء هم الثمانيه وتسعين عنصراً الذين تم اخلائهم الى الاردن فقط وربما بضع عشرات آخرين لم يتم التمكن من اخراجهم بسبب ظروف القتال في المنطقة ، فيما تم ترك بقية عناصر الخوذ البيضاء الى مصيرهم وتم ابلاغهم ان عليهم محاولة ترتيب خروجهم مع المقاتلين وعائلاتهم الذين يجري اخراجهم في الباصات الى الشمال السوري .
اذاً لماذا هذا الاهتمام بهذا العدد البسيط فقط والقيام بعملية اخلائهم بهده الطريقة والتي تعيد للأذهان عملية اخلاء عناصر قيادية من تنظيم داعش في منطقة دير الزور بواسطة طائرات الهيلوكبتر الامريكية عشية هجوم قوات سورية الديمقراطية والنظام للقضاء عليهم ، والذي فسر حينها بانهم من العناصر التي كانت تعمل لصالح قوات التحالف ضد الارهاب من داخل تنظيم داعش .
فهل من تم اخلائهم من عناصر الخوذ البيضاء هم من العاملين مع اجهزة الاستخبارات المختلفة والذين كانوا ينفذون اجندات هذه الاجهزة في سورية ؟ وهل هم فعلاً سوريين ام يحملون جنسيات اخرى ؟
ام ان اعتقالهم من قبل النظام السوري كان سوف يؤدي الى كشف الكثير مما تحرص اجهزة الاستخبارات الخارجية ان يبقى طي الكتمان ؟ هل من تم أخلائم هم من كان منوط بهم فبركة الاحداث والفيديوهات عن بعض التفجيرات التي كانت تحصل والخسائر التي كان يعلن عنها وتصوير ضحاياها ؟ . ام هم من كانوا مسؤولين عن فبركة استخدام الاسلحة الكيماوية والغازية في مناطق المعارضة ؟ . هل هم من المخرجين والفنيين وخبراء المونتاج والفبركات وكتاب السيناريوهات والممثلين الذين جرى العمل على انقاذهم واخراجهم . ام هم من المستشارين العسكريين وخبراء الاسلحه والمتفجرات ؟ ويبدوا ان احد ابو بعض او كل هذة الاسباب هي التي تقف وراء أخلاء هذة المجموعة الصغيرة من جماعة الخوذ البيضاء .
ولكن ماذا عن بقية اعضاء هذة المجموعة والذين كانوا في كثير من الاوقات والأحيان والى جانب عملهم الانساني في انقاذ ارواح الناس او انتشالهم من تحت الانقاض يعملون دور الكومبارس في فبركة الاحداث والفيديوهات وفي تأجيج الصراع والاقتتال بين الاطراف المختلفة معتمدين على تمويل مفتوح ودعم كبير من الدول المانحة واجهزتها الاستخبارتية ، الا ان هذة البقية لا بواكي لها كونهم من عامة الشعب السوري ، ولذا ترِكوا لكي يواجهوا مصيرهم شأنهم في ذلك شأن جميع اعضاء التنظيمات التي تم تشكيلها وتسليحها ورعايتها لمقاتلة النظام ثم تم التخلي عنها لمصلحة النظام بعد ان حققت الدول الراعية لهم غاياتها من كل ما حدث في سورية .
وفي حديث ذي صلة فقد اقرت مصادر عسكرية صهيونية ان القوات الصهيونية قدمت المساعدات العلاجية والتمونية لعدد من تنظيمات المعارضة في الجنوب السوري مدعية ان ذلك كان لدواعي انسانية . كما اقرت بعض المصادر انها كانت تزود بعض تنظيمات الجيش الحر في الجنوب بالسلاح والمال وبهدف أستنساخ تجربة جيش لبنان الجنوبي والذي تم تشكيلة في الجنوب اللبناني عام ١٩٧٦ بقيادة الرائد سعد حداد والذي تولى قيادتة بعد وفاته الجنرال في الاستخبارات اللبنانية انطون لحد وبقي هذا الجيش الى عام ٢٠٠٠ حيث انسحب معظم عناصرة الى اماكن سيطرة الدولة الصهيونية مع انسحاب هذة القوات من الجنوب اللبناني ، وكان خلال هذة الفترة يشكل حاجزاً ما بين القوات الصهيونية وقوى المقاومة اللبنانية والفلسطينة ويقوم بمقاتلة هذة القوي بألنيابة عن الدولة الصهيونية .
هذا وقد اعلنت الجهات الصهيونية العسكرية ان اربعة من كبار قادة بعض عناصر المعارضة السورية قد نجحوا بالهروب و الوصول الى الجولان المحتل وتم الترحيب بهم وهم معاذ نصار قائد لواء فرسان الجولان وابو راتب نصار من كبار قيادي هذا اللواء المتعاون بشكل كبير مع دولة الصهاينة ،بالاضافة للمدعو علاء الحلقي قائد جيش الأبابيل واحمد النحس قائد احد الوية سيف الشام .
ولا زالت دولة الصهاينة تعمل على ترتيب بقاء هذة التنظيمات الموالية لها في الجنوب من سورية وقرب حدودها . ولعل سبب اسقاط الطائرة السورية التي كانت تقصف مواقع المعارضة في منطقة القنيطرة ووادي اليرموك كان لاستهدافها عناصر متعاونة مع دولة الصهاينة في تلك المنطقة .
وفي حادث آخر ذي صلة هو الهجوم والتفجيرات التي قامت بها عناصر من تنظيم داعش على مدينه السويداء وبعض القرى في محيطها مما اسفر عن مقتل ما لا يقل عن ٢٥٠ شخص من سكانها الدروز . علماً ان هذه المحافظة تقع تحت سيطرة قوات النظام . ويحدها من الشمال محافظة دمشق ومن الغرب محافظة درعا ومن الشرق البادية السورية ومن الجنوب الاردن .
وقد اتهمت قوى المعارضة النظام بتسهيل قيام داعش بهذا الهجوم وأنه كان قد وافق في وقت سابق على دخول عناصر من داعش الى هذه المنطقة ضمن عمليات الترحيل التي تمت لعناصر هذا التنظيم من مخيم اليرموك نحو البادية الجنوبية في وقت سابق .
وذلك لغاية الانتقام من سكان هذه المحافظة كونهم وقفوا على الحياد اثناء الحرب الاهلية في سورية وبنفس الوقت امتنعوا عن الخدمة في الجيش السوري . فيما تقول مصادر النظام ان تنظيم داعش استغل انشغال قواتة في معركه درعا والقنيطرة ثم انتقالة الى حوض اليرموك لمهاجمة جيش خالد بن الوليد المبايع لداعش ليقوم في هجومة هذا على السويداء بقصد التخفيف على جيش اليرموك وتشتيت انتباة وتواجد الجيش السوري ، ولايقاع الخلاف والفتنه ما بين الدروز والنظام .
وتبقى الكثير من الامور والاحداث تحصل في الجنوب السوري الى ان تحسم الامور فية بشكل نهائي ويبقى الحديث عما يجري في سورية مفتوحاً .