فوضى اتهامات (التواصل الاجتماعي) لصالح من !؟
اسامة احمد الازايدة
28-07-2018 02:25 AM
لا زلت اجزم انها احدى اهم أشكال الفوضى الخلاقة التي بشّرت بها سيئة الذكر كونداليزا رايس ، و هدفها المستمر هو المساس بجميع الهيبات و تكسير جميع الحصون -الطيب منها و الخبيث - الى ان نفقد الثقة بكل ما هو حقيقي حتى لا نعد نرى أي أمر إيجابي و لا نصدق اي فعلٍ حميد .
تابعنا جميعا العديد من الفيديوهات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي و شاهدنا أنها معدّة بعناية - فنياً و إعلامياً -مع موسيقى تصويرية محفزة لسوء الظن الكامن في اذهاننا حول العديد من ملفات الفساد - و التي أؤكد انها حصلت فعلا و أرهقت الوطن حقيقةً - ؛ و هي و إن ذَكرت بعض اسماء المتهمين الحقيقيين بهذه القضايا الا انها زجّت بأسماء أخرى كثيرة ممن هم بريئون منها براءة الذئب من دم يوسف ؛ أليس حريٌ بمن يتداولها أن يتساءل من المستفيد من خلط اسماء الصالحين مع الطالحين إلا من يهدف الى ان تصبح المسألة( طاسة و ضايعة) ، من جهتي أكاد ان اجزم ان المتهم الاول في كل ملف فساد هو المعني بنشر اخبار و تسجيلات و فيديوهات حتى تعمَّ الفوضى الإعلامية و التحليلية فيصبح هو واحد من عشرات المتهمين و يصبح الأمر إشاعة و تنتهي القصة بتزاحم الأخبار المضللة مع الأخبار الصحيحة ؛ ذلك من جانب.
و من جانب آخر تصبح جميع المساعي الجدية لضبط السارق الحقيقي بنظر الشعب خيوط دخان ، و إذ اجزم ان الفساد اصبح مؤسسي في وطننا إلا أن القضاء عليه ليس معجزة لكنه سيُصبِح معجزة إن فقدنا الثقة بكل ما هو حولنا .
الفوضى الإعلامية و نقل المعلومة دون توثق هي افتراء لا يخدم الا المجرم الحقيقي ، و التكسير الإعلامي لمجاديف رئيس الحكومة الذي رأينا منه مبادرةً بفتح ملفاتٍ لم يفتحها من قبله إنما هو ناتج عن فقداننا للثقة في الحكومات لكن انعدام الثقة به مسبقاً غير مجدٍ و سيعيدنا الى فوضى ( رايس) التي لم ننل منها إلا خريفاً يسقط الورق و لا ينبت بعده الزهر .
مهما بلغ الفساد مبلغه فإن مجتمعنا سيلفظه ،و حريٌ بِنَا ألّا نطلق اتهاماتنا جزافا ، فليس من المنصف أن يتصف مجتمعنا بصفة الافتراء و ليس من المصلحة ان نفقد الثقة ، و إلا فإننا سنبقى ندور في حلقة مفرغة كما ارادها لنا كل فاسد و مفسد .