استقبال صحفي يليق بنتنياهو
سامي الزبيدي
19-05-2009 04:01 AM
تستقبل الصحافة الاميركية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بطريقة مختلفة هذه المرة فقد اشتغل الإعلام الاميركي على تدمير مكونات خطاب نتنياهو الذي يسعى الى اعادة ترتيب الاجندة الاميركية في المنطقة بما يجعل ''الخطر'' الايراني مقدما على ايجاد حل سياسي للقضية الفلسطينية وجرى وصف''بيبي'' بانه مهووس ومنافق ومخادع وهي اوصاف تقلل من قدرة الضيف على الحشد لمقولاته حتى قبل ان يتكلم.
في الواشنطن بوست كتب جيفري غولدبرغ مقالا مطولا عن زيارة نتانياهو الى العاصمة الاميركية معتبرا ان رئيس الوزراء الاسرائيلي سيحاول في زيارتة صرف الانظار عن متطلبات العملية السلمية وسيركز على ''الخطر النووي الايراني'' لكنه سيصطدم مع الرئيس اوباما لان الادارة الاميركية ملتزمة ''بحل الدولتين'' ولا تريد ان تسمع كلاما اخر في هذا السياق خصوصا وان أي عمل اسرائيلي عسكري ضد ايران سوف لن يقع، ببساطة لانه يحتاج الى موافقة اميركية مسبقة.
ويرى الكاتب ان تعلق نتنياهو ''المرضي'' بالملف النووي الايراني يخفي خلفه خداعا ونفاقا للتملص من استحقاق اقامة دولة فلسطينية ووقف الاستيطان الذي يعرقل الوصول الى تسوية، وهو امر يتناقض مع الالتزامات التي قطعتها الادارة الاميركية امام المنطقة والعالم.
لكن ما هي تفاصيل المشهد فلسطينيا؟.
في ظني ان ''تعنت'' اسرائيل ''المفترض'' ليس اكثر من كونه موقفا تفاوضيا وليس مبدأيا وبالتالي فالحاجة ملحة الان لوحدة الصف الفلسطيني لان نتنياهو (البراغماتي) وفاقد المصداقية حتى عند اصدقاء بلاده هو من وقع اتفاق الخليل و تسليم المدينة رغم كونها ثاني المدن المقدسة من وجهة النظر اليهودية وبالتالي فهو لايستطيع مقاومة ضغوط دولية واميركية.
الحكومة الاسرائيلية قد تتفجر من الداخل ان هي سارت في طريق التسوية لذلك فانها تحاول ان تتلاعب بالاجندة الاميركية وتعيد تصنيف الاولويات وتهرب الى الامام عبر تضخيم ''الخطر'' الايراني وفي سياق هذا التوصيف فهي حكومة مأزومة، طرفا المعادلة السلمية (اسرائيل والفلسطينيين) يعيشان ازمة وان كانت مصر معنية باخراج الفلسطينيين من أزمتهم فان مسؤولية الولايات المتحدة تتركز في الضغط على حليفتها بما يعكس جدية الادارة الاميركية في الوصول الى تسوية مقبولة.
لاشك بان الخاصرة الطرية التي يمكن ان تنفذ منها الحكومة الاسرائيلية وتتملص من ضغوط اميركية محتملة هي هشاشة الوضع الفلسطيني وبالتالي فان ايجاد عنوان سياسي فلسطيني ليس مصلحة وطنية فلسطينية فحسب بل ومصلحة قومية.
samizobaidi@gmail.com
الراي.