هل العقل يفكر بطريقة منطقية
د. سامي الرشيد
25-07-2018 10:58 PM
قال اينشتاين اليوم تغير كل شئ ما عدا اسلوب التفكير وذلك بعد القاء القنبلة الذرية على هيروشيما عام1945ايذانا بايقاف الحرب العالمية الثانية .
كان يقصد ان التقدم العلمي المتمثل بالقنبلة الذرية تم استغلاله سياسيا لتدمير البشر ،بينما الهدف الرئيسي كان لاسعاد البشر وبنائهم ورفاهيتهم .
اما ان التدمير هو السائد وان البناء هو الغائب ،فعلينا ان نقر بأن العقل الانساني ما زال يفكر باسلوب غير انساني وغير حضاري ،محكوما بغريزة العنف والتدمير التي تؤدي للموت وذلكم على الرغم من قدرة هذا العقل على انتاج معرفة علمية متقدمة .
يشير اينشتاين الى وجود فجوة بين اسلوب التفكير وانتاج العلم والمعرفة ،وفجوة بين العقل الذي ينتج المعرفة والعقل الذي يستخدم تلك المعرفة في الحياة .
يشير وجود هذه الفجوة الى غياب الوعي بما ينتجه الانسان العالم من معرفة هي في صميمها تحمل قيما حضارية ،وحيث ان الحضارة الانسانية ما زالت محكومة بغريزتين هما هما غريزة الحياة وغريزة الموت .
فالوعي بالحضارة يشترط الوعي بالصراع الكامن في عقولنا بذلك الصراع ،وانه على العالم الذي ينتج المعرفة العلمية ان يحسم امره في ذلك الصراع لصالح الحياة وليس لصالح الموت .ان المسار الفكري والعلمي الذي يتأسس عليه التحالف،هو مسار الحضارة الانسانية من حكم الفكر الاسطوري الى حكم الفكر العقلاني العلمي .
لقد ادى الفيلسوف ابن رشد دورا اساسيا في المشاركة في ذلك المسار عندما اشار منذ 800 عام لضرورة اعمال العقل في الايمان بالله ،وذلك بفهم القرآن فهما عقلانيا ،محكوما بالقياس الشرعي والعقلي معا وحجته في دعوته الى هذا النوع من اعمال العقل هو النص القرآني ذاته الذي يدعو الى اعمال العقل في الموجودات .
يقول ابن رشد ايضا ان القرآن هو كلام الله نور وعقل الانسان الذي خلقه الله نور ،والنوران لا يتضادان بل يتكاملان
يقول ايضا ان كلام الله حق والتفكير العقلاني في كلام الله حق والحق لايضاد الحق .
فمن منطلق ان اعمال العقل في الموجودات فريضة الهيه انزلت للناس من خلال القرآن الكريم ،فواجب الانسان المؤمن ان يعمل عقله ليفهم بنفسه مضمون تلك الرساله التي ارسلها له الله من خلال كتابه وذلك بان يفهم النص القرآني فهما عقلانيا منطقيا .
لكن الحضارة التي بناها الاجداد خلال آلاف السنين في سوريا،قد دمرها العقل الانساني،حيث تجاوز عدد القتلبى عن نصف مليون اما الجرحى فكانوا بالملايين ،وتشرد وهاجر الملايين ،ودمرت مدن بأكملها وسرقت حضارات قديمة .
ففي دول عربية اخرى لم يكن الحال بنفس الدرجة من القسوة ،ولكن الصورة العربية في مجملها كانت بائسة كل البؤس ،فكل دول الربيع العربي المزعوم كانت معاناته قاسية من مجموعات الازمات المتعلقة بالامن والاقتصاد والثقافة والمجتمع .
تهديد الارهاب بات منتشرا من الحدود المغربية في الغرب حتى الحدود الافغانية الباكستانية في الشرق ،ومن الحدود السورية التركية في الشمال الى القرن الافريقي في الجنوب .
هذا هو العقل الانساني والمطلوب منه التفكير والتطوير لصالح البشرية لا للدماروالخراب والقتل .