طاف شلاش في أكواب قصيرة من ماء زمزم على الحاضرين.. تبعه عايش الذي كان يلف على جموع الجيران والأقارب والمهنئين بالتمر الحجازي..بينما عود طويل من ''الند'' يطلق دخاناً رفيعاً مستقيماً على الحائط المقابل، بعد ان غرز في ''إبريز'' كهرباء ملغى على يسار الباب مبشّراً بعودة المعتمر الطازج ''ابو يحيى''..
صوت ارتطام الكوب الزجاجي الفارغ في قعر الصينية كان يتزامن مع عبارة تتكرر على ألسن الحاضرين'' ''الله ريتها مقبولة يابو يحيى''..
فيتمنى بدوره للجميع ان يطعمهم الله حلاوة الإيمان ورؤية الحرم المكي قريباً..
همس ''ابن تركية'' بأذن أبي يحيى : ''ان شاء الله ختمتها''..فرد متمتماً: الحمد لله ...ثم يخرج ورقة من جيبه مختومة ويريها على عجل ثم يطويها ويعيدها في جيبه.
تنحنح جوز فزّة قليلاً، ودقّ عكازه في الأرض ثلاثاً، ثم انفجر بالون حنقه وغضبه..وصاح معاتباً:
- لويش ما بتقول انك رايح عالعمرة ولا خايف نرافقك؟!
* ابو يحيى: صدقني يا حجي مش هيك السولافة!!
* جوز فزّة :لعاد لويش؟ خايف نوصّيك ع شوية اغراض؟!
* أبو يحيى: ولا هيك!!.
* جوز فزّة: خايف نيجي نودّعك!!
* أبو يحيى: لا يا حجي، ولا هيك!!
* جوز فزّة: مش أنا سألتك تروح معي ع العمرة قبل شهر وقلت لي مش ناوي؟
* أبو يحيى: صحيح! .
* جوز فزّة: لعاد لويش غدرت فيّه ورحت لحالك؟
* أبو يحيى: القصة وما فيها يا حجي، رحت أجيب ''إذن أشغال''من البلدية..!! سألت وين الموظف: قالوا بالعمرة، رحت اشوف رئيس البلدية ..لقيته بالعمرة، رحت أدفع ''مسقفات'' لقيت أمين الصندوق بالعمرة، رجعت ع مدير سلطة المياه اشرح له الوضع، لقيته رايح عالعُمرة.
فسحبت حالي وطلعت ع مكّة..منها جبت عمرة ..ومنها ختمت المعاملة هناك واجيت!!.
ahmedalzoubi@hotmail.com
الراي.