أكاد أزعم أنني أعرف النائب المحترم خليل عطية (أبو حسين) كما أعرف باطن كفي، ولا نزكي على الله أحدا، لكنه رجل مواقف مشهودة، فهو نائب وطن لا نائب منطقة، لا يكاد يرد طارق باب، أو طالب معروف، علاقتي به تعود إلى سنوات طويلة خلت، فهو واحد من الأصدقاء القليلين الأثيرين إلى نفسي، وكم كنت مزعجا له في تحويل كل صاحب حاجة، يطرق بابي ولا أعرف كيف أخدمه، فيغيث الملهوف، ويكرم الضيف، لم أر منه غير كل محبة للناس ورغبة في رفع الظلم عنهم، وخدمتهم، ما استطاع إلى ذلك سبيلا، وهو حيي خلوق، خجول، والخجل شعبة من شعب الإيمان، ولم اشك لحظة حين رماه بعض السفهاء من أهل الإفك بما رموه، أنه بريء من هذا الفحش، براءة الذئب من دم يوسف، إذ سرعان ما تبين أن من ربط بينه وبين حادثة تخص شخصا في قارة أخرى، ارتكب إثما عظيما غير منزه عن الإساءة المقصودة، واغتيال الشخصية!
ما جرى مع الصديق الحبيب (أبو حسين) هو عينة مما يجري آلاف المرات ربما كل دقيقة مع آخرين على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث يستسهل الناس الفحش، ويتداولون كل ما هب ودب من الأخبار، باعتبارها حقائق دامغة، وكثير من بسطائهم وحسني النية، لا يعلمون أنهم ضحايا شبكة من معقدة من البق الإلكتروني والأجهزة التي تصنع الفتن، وتفبرك الأحداث والأفلام والمواقف، في زمن سيطرت فيه التقنيات الحديثة على كل شيء، وتفنن خبراؤها في صناعة كل شيء، وأستذكر هنا ما نقله الباحث الدكتور صالح النعامي، من اعتراف صهيوني صريح، حين اقر كيان العدو الغاصب في فلسطين رسميا بأن دائرة في استخباراته تعكف على كتابة تعليقات على ما ينشر في المواقع العربية للتأثير على الرأي العام العربي! ومن عجب أن بعض السذج والخبثاء أيضا يسارعون إلى "مشاركة" ما تبثه مختبرات السوء، وإعادة نشره، وقل مثل هذا عن السموم التي بثها الصهيوني الحاقد المدعو إيدي كوهين فهو ليس مصدرا للأخبار، بل هو مصدر فتنة وخراب، وخبراء الإعلام العبري يقولون انه ليس موضع ثقة حتى من الصهاينة أنفسهم، ومن يتابع الصحافة والإعلام الصهيوني يوميا، يعلم أنه لا يوجد صحفي صهيوني واحد أو صحيفة عبرية مهنية نقلت عنه شيئاً، تماما مثل موقع ديبكا المعروف ببث الإشاعات والسموم!
عندما تقرأون بعض التعليقات والإدراجات على ما ينشر في المواقع العربية ومواقع التواصل الاجتماعي تذكروا هذه المعلومات، ولا تكونوا وسائل لبث الإشاعات والسموم التي تضر بنا، وتشوه سمعة شرفائنا..
أما أنت يا أخي خليل، فيا جبل ما يهزك ريح، ولا يضيرك أن تتعرض لإفك ما نجت منه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، ولا مريم بنت عمران، أم سيدنا المسيح عليه السلام!