من قتل أخي .. كاوا الحداد
أمل محي الدين الكردي
24-07-2018 03:40 PM
التاريخ الأسلامي المجيد بشمولية رحمته وعمق حضارته هو المشترك الوحيد عند الشعوب الشرقية الأسلامية .
فتمه عادات إجتماعية مشتركة أيضا ..كعادة إضرام النار في ذرى الجبال الشاهقة في الحادي والعشرين من آذار في كل سنة ..لا تزال تمد بعنقها حتى اليوم.
في عيد شم النسيم تضرم هذه النار في مصر .
وفي عيد القوزلي تضرم هذه النار لدى سكان الساحل السوري.
وتضرم هذه النار لدى اشعوب الأسلامية الأيرانية حتى ينقلب العام في الحادي والعشرين من آذار الى سنة جديدة تبدأ(بعيد النوروز)....
ولكن ((عيد النوروز )) في الادب الشعبي الكردي ياخذ فهما فلسفيا إنسانيا يعني تمسك (كاوا الحداد) بطل هذه الرواية قبل الأسلام بالفي عام بحرية شعبه الكادح المضطهد فنهض يقاوم ... ويكافح ولا يقبل إلا بالنصر معادلا للحرية التي أعلنها في (عيد النوروز)على الكادحين المقهورين المشردين في الكهوف ..والوديان ...
لقد أنكر (كاوا الحداد)على الآلهة.. أنكر على الكهان والمردة والعفاريت ..أن تسترد ثار اخيه .. ثار شعبه المقهور عندما فهم معنى حرفته معنى الداب والعمل... ومن النجوم والنيازك معنى النظام والنمط الأتباعي الذي تحدثه ثوابت الطبيعة ..والرتابة التي ثؤثرأو تتأثر بها الشهب والمتحولات فأيقن أن ... عمق الزمن وقيمة العمل ..والصمود والصبر والبذل والتضحية هي التي تحقق صمود اأرتقاء الأنسان الى مستقبل إنساني أفضل .
إنّ النسخةَ الكرديةَ للنيروز هي أسطورةُ (كاوى) الحداد الذي تشبه قصته القصّةِ في أسطورة الشاهنامة. الذي تقُولُ بأنّه في قديم الزمان كان هناك ملكُ اشوري شريّرُ سَمّى(الضحاك). كان هذا الملك ومملكته قد لُعِنا بسبب شرِّه.
الشمس رَفضتْ إلشْروق وكان من المستحيلَ نَمُو أيّ غذاء. الملك (الضحاك) كَانَ عِنْدَهُ لعنةُ إضافيةُ وهي إمتِلاك أفعيين رَبطتا بأكتافِه. عندما كَانتْ الأفاعي تكون جائعة كَانَ يشعر بألمِ عظيمِ، والشيء الوحيد الذي يَرضي جوعَ الأفاعي كَانتْ أدمغةَ الأطفالِ. لذا كُلّ يوم يقتل اثنان من أطفالِ القُرى المحليّةِ وتقدم أدمغتهم إلى الأفاعي(كاوى) كَانَ الحدادَ المحليَّ قد كُرِهَ الملكَ مثل16 مِنْ أطفالِه الـ17الذين كَانوا قَدْ ضُحّي بهم لأفاعي الملكَ. عندما وصلته كلمةً ان طفلَه الأخيرَ وهي بنت، سوف تقتل جاءَ بخطة لانقاذها. بدلاً مِنْ أنْ يَضحّي ببنتِه، ضَحّى (كاوة الحداد) بخروفِ وأعطىَ دماغَ الخِروفَ إلى الملكِ. الاختلاف لَمْ يُلاحظْ. عندما سمع الاخرون عن خدعة (كاوى) عَمِلوا جميعاً نفس الشئ، في الليل يُرسلونَ أطفالَهم إلى الجبالِ مَع (كاوى) الذين سَيَكُونونَ بامان.
الأطفال ازدهروا في الجبالِ و(كاوى) خَلق جيشاً مِنْ الأطفالِ لإنْهاء عهدِ الملكِ الشريّرِ. عندما أصبحت اعدادهم عظيمة بما فيه الكفاية، نَزلوا مِنْ الجبالِ وإقتحموا القلعةَ.
(كاوى) بنفسه كان قد إختارَ الضربةَ القاتلةَ إلى الملكِ الشريّر(ِالضحاك). لإيصال الأخبارِ إلى اناسِ بلاد ما بين النهرينِ بَنى مشعلا كبيرا أضاءَ السماءَ وطهّرَ الهواءَ من شر عهدِ (الضحاك). ذلك الصباح بَدأَت الشمسُ بإلشروق ثانيةً والأراضي بَدأَ بالنَمُو مرةً أخرى. هذه هي البِداية "ليوم جديد" أَو نيروز (نهوروز) كما يتهجى في اللغةِ الكرديةِ.
أمل محي الدين الكردي