الحكومات وآفة التفرد بالقرار
م. موسى عوني الساكت
24-07-2018 01:22 PM
على كاهل رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز حمل ثقيل لن يستطيع تحمّله وحده، بل لن يستطيع أن يحمله هو ومعه فريقه الوزاري أيضا.
"حملي ثقيل، ولن أستطيع حمله من دون فريقي الوزاري، كما أنّ حكومتي لن تستطيع حمله بمفردها من دون شراكة حقيقيّة مع مجلس الأمّة؛ ولن نستطيع كسلطتين تنفيذيّة وتشريعيّة حمله من دون سلطة القضاء، وجميعنا لن نستطيع حمله دون قوّاتنا المسلّحة الباسلة، وأجهزتنا الأمنيّة، ومن دون سلطة الإعلام الرابعة، ومن دون الشراكة مع مؤسّسات المجتمع المدنيّ والقطاع الخاص وعموم المواطنين" هذا ما قاله الدكتور عمر الرزاز في الكلمة التي استبق فيها التصويت على الثقة بحكومته.
هذه هي المعادلة، وتلك هي المعالجة، فمن دون شراكة حقيقية جادة، يتحمل فيها الجميع مسؤولياتهم، نهوضا بالمجتمع والدولة سياسةً، واقتصاداً، واجتماعاً، سنبقى ندور في حلقة مفرغة، لا نزرع فيها إلا مزيدا من التأخير والعجز والمديونية والبطالة.. وهذا ما نسعى إلى التخلص منه.
اليوم يضع الرئيس التحدي على الطاولة، وينتظر أن نساعده فيه، خاصة وأن التفرّد في صنع القرار - آفة الحكومات السابقة - قد أذاقت الوطن أخطاءً تراكمت بعضها فوق بعض، حتى كدنا أن نئن من ثقلها.
لا نريد المضي في حملات علاقات عامة بإدارة الدولة، من دون إنتاج وفعل حقيقيين، ما نريد هو أن تتحمل كل سلطة مسؤولياتها، سواء السلطات الرسمية الثلاث، أو مؤسسات المجتمع المدني بأذرعها المختلفة، ولنتحمل معها كنخب ومواطنين ذلك من خلال شراكة حقيقية على ارض الواقع بعيدا عن الشعارات.
المسألة لم تعد تحتمل التأخير، فما تراكم من أخطاء، صار فتقاً لا نريد له أن يتسع على الراتق، لقد جاء الرئيس الدكتور عمر الرزاز محمولا على احتجاجات الدوار الرابع، وبما يحمله من سمعة وعلم وجهد، وكل أملنا ان ننقل البلد معه الى مرحلة العمل لمعالجة كل الاختلالات السابقة، في نهضة اقتصادية وسياسية واجتماعية كبرى، نريدها منارة عمل جادة ويكون عنوانها الانتاج والاعتماد على الذات.
لم يعد الوطن، ولم نعد معه قادرين على مواصلة تراكم الاخطاء.. اخطاء سببها الرئيسي ان الحكومات تصرفت "على راسها" ولَم تشارك احداً في صنع القرار؛ فباعت الشركات الحكومية واصدرت القوانين وكأنها في المركب لوحدها وأوصلت البلاد الى ديون وعجز وبطالة انهكت البلاد والعباد.. تلك هي آفة التفرد بالقرار!
*عضو مجلس ادارة غرفة صناعة عمان