السفارة المصرية تحتفل بذكرى ثورة 23 يوليو
24-07-2018 01:07 PM
عمون - احتفلت السفارة المصرية في عمان أمس الاثنين بالعيد الوطنى لبلادها الذكرى الـ66 لثورة 23 يوليو 1952.
والقى سفير جمهورية مصر العربية في عمان طارق عادل كلمة قال فيها:
نحتفل اليوم بكل إعتزاز وفخر بذكرى مرور ستة وستين عاماً على ثورة 23 يوليو المجيدة، لما تمثله من حدثٍ تاريخيٍ بارزٍ في حياة مصر دولةً وشعباً ...
فقد كانت ثورة 23 يوليو بمثابة شعلة للكفاح والنضال بما حملته من مبادئ سامية دعت إلى الحرية والمساواة والاستقلال والكرامة الإنسانية في فترة تاريخية حرجة كانت ترنو فيها العديد من شعوب العالم إلى نيل استقلالها ... ولذا فلم يقتصر تأثير ثورة 23 يوليو على المستويين العربي والأفريقي فقط، ولكن إمتد تأثيره ليصل إلى الفضائين الآسيوي واللاتيني، حيث وجدت حركات التحرر الوطني في تلك الدول غايتها في ثورة 23 يوليو من عام 1952 بإعتبارها شريكاً صادقاً وداعماً لنضال الشعوب ولحركات التحرر الوطني المختلفة ..
السيدات والسادة...
بما أن المناسبات الوطنية لها مكانتها الخاصة ولا تفقد زخمها بمرور السنين، بل تمثل فرصة مناسبة لاستعراض مسيرة الحراك السياسي والإجتماعي من أجل صنع مستقبل أفضل للمجتمع والأجيال المتعاقبة...
فإنه من الهام الإشارة الى أن خمسينات وستينات القرن الماضي قد حملت تحديات واسعة النطاق أمام ثورة يوليو، فضلا عن التحولات التي شهدها هيكل النظام الدولي آنذاك، والتي إستلزمت تكثيف الدبلوماسية المصرية إتصالاتها في تلك السنوات مع المجموعات الجغرافية كافة .. من أجل خلق رأي عام دولي يولي أهمية متقدمة لقضايا التحرر والتصدي للإحتلال والتمييز والفصل العنصري ...
.. أؤكد هنا .. على أن إنتماء مصر ودورها المعروف في المجموعات العربية والإفريقية والإسلامية ومجموعة دول عدم الإنحياز وهى مجموعات تشكل فيما بينها نحو ثلثى العضوية العامة فى الأمم المتحدة... قد أتاح لها القدرة على الدفاع عن القيم والثوابت التى تحكم نظرتها لمصالحها الوطنية والإقليمية والدولية وفى مقدمتها مبادئ سيادة الدول واستقلالها وسلامة أراضيها.
السيدات والسادة ...
إن الدائرة العربية تحتل موقعا مركزيا في السياسة الخارجية المصرية ... بُحكم العديد من العوامل التي يأتي في مقدمتها الإنتماء والهوية العربية لمصر ... وفي القلب من تلك العلاقات تحتل العلاقات التاريخية بين جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية مكانة بارزة ... حيث تستمد تلك العلاقات قوتها من ترابط شعبي وقيادتي البلدين ... بالإضافة إلى تعدد جوانب التعاون والمصالح المشتركة ... ويمكننى القول بكل ثقة أن العلاقات الثنائية فى روافدها السياسية والاقتصادية والثقافية تشهد تطوراً مستمراً تعززه المصالح والتحديات المشتركة التى تواجه البلدين ... سواء على المستوى الإقليمي فيما يخص عملية السلام فى الشرق الأوسط واستمرار الاضطرابات السياسية والأمنية فى بعض دول الجوار ... وعلى المستوى الدولى فيما يتعلق بمكافحة قوى الإرهاب والتطرف...
إننا نسعى سوياً لتحقيق أهداف مشتركة.. تحقق السلم والأمن فى محيطنا الإقليمي والمجتمع الدولى .. بما يعزز من فرص النمو والتنمية لصالح شعوبنا والشعوب الأخرى... خاصة المواقف المشهودة لكل من مصر والأردن فى دعم نضال الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه التاريخية وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
ولهذه الأسباب جميعاً وفى سياق الوضع الإقليمى الحالى، تحرص قيادتا البلدان مُمثلة فى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى وجلالة الملك عبد الله الثانى على التنسيق والتشاور المستمر إزاء مختلف القضايا العربية والإقليمية ... وينطبق ذلك التوافق الاستراتيجى على التوجيهات الصادرة من القيادة السياسية إلى الجهات المعنية فى البلدين لتعزيز التعاون الثنائي إلى آفاق أرحب بما يرقى إلى تطلعات شعبي البلدين ...
السيدات والسادة...
على الرغم من أن العلاقات الاقتصادية والتجارية تسير هى الأخرى على النهج المتوازن الذى تمضى عليه العلاقات الأشمل بين البلدين ... إلا أننى انتهز هذه المناسبة لكى أجدد الدعوة إلى كافة المستثمرين للنظر بعين الاعتبار للفرص الاقتصادية والتجارية الجادة فى مصر والأردن ... وأتطلع لتوسيع التعاون بيننا فى قطاعات السياحة والطاقة بمختلف مصادرها سواء التقليدية أو المتجددة.
كما أوجه دعوة لرجال الأعمال لتكثيف الزيارات المتبادلة واستكشاف الفرص المتاحة في كلا البلدين والاستفادة من قرب الموقع الجغرافى ووجود شبكات ربط برى وعمالة مؤهلة وغير ذلك من مزايا تفضيلية عديدة..
فى ختام كلمتي، أعرب لكم عن تقديري وإمتناني لحضوركم تلك المناسبة الوطنية الهامة التي تصل تاريخ مصر بحاضرها.