الرفاعي يدعو لتحقيق التكاملية الثقافية بين السياحة والآثار
23-07-2018 10:16 PM
عمون - أكد رئيس المنظمة الدولية للسياحة السابق، الدكتور طالب الرفاعي، أهمية الموازنة بين عمل قطاعي السياحة والآثار؛ بحيث يصبح الأدلاء السياحيون والسياح من أوائل الناس رغبة في المحافظة على الموقع الأثري.
جاء ذلك في محاضرة ألقاها الرفاعي بجامعة اليرموك بدعوة من كلية السياحة والفنادق، اليوم الاثنين، بعنوان: "السياحة والثقافة".
وأضاف الرفاعي، في المحاضرة التي حضرها رئيس الجامعة الدكتور زيدان كفافي، أن الثقافة والآثار هي التي تسرد قصة الناس وتاريخهم وحضارتهم، والسياحة تعتبر الطابع والناشر وموزع لهذه القصة.
ولفت الرفاعي إلى أنه في عام 2017 بلغ عدد سكان العالم الذين تخطوا حدود بلادهم مليار و 322 مليون نسمة، أي أن واحد من كل خمسة في العالم يقوم برحلة خارج بلده كل عام، فيما بلغت نسبة نمو السياحة 4.5-5%، وأن 1 من كل 10 فرص عمل بالعالم مرتبطة بقطاع السياحة الذي يمثل 10.2% من الناتج القومي، ويعتبر ثالث أكبر صناعة في العالم، ما يؤكد أن السفر أصبح قضية شعبية لا تنحصر بفئة معينة من المجتمع، وحق من حقوق الإنسان الأساسية.
ولفت الرفاعي إلى مدى ارتباط السياحة والثقافة؛ حيث أن التراث الثقافي، والتراث الطبيعي يعتبران من القواعد الأساسية للسياحة، التي تعتبر صديق التراث، ما يستوجب زيادة وعي سكان الموقع السياحي بأهمية هذا الموقع وتعزيز ارتباطهم به.
ولفت إلى أنه ولتحقيق الاستدامة في صناعة السياحة يتوجب على القائمين على هذا القطاع تعزيز تفاعل السياح مع سكان الموقع التراثي والسياحي، ما يتطلب إعادة ترتيب تصورنا فيما يتعلق بالسياحة، خصوصا أن السياح يرغبون في رؤية أفضل ما لدى سكان الموقع السياحي.
من جانبه، لفت كفافي إلى مدى اختلاف نظرة دول في العالم العربي وتعاملهم مع السياحة والسياح، مبينا أن هناك اختلاف كبير بين شمال أفريقيا والمشرق العربي، نظرا لوجود الثقافة السياحية المتأصلة في المغرب وتونس ومصر واليونان، لأن سكانها اعتادوا على التعامل مع السياحة الأثرية لوجود ثقافة مبنية ومتأصلة.
وأضاف أنه "في حالة الأردن هناك، فرق بين أهالي البتراء ووادي موسى بالتعامل مع السياحة والسياح وكيفية الاستفادة من السياحة عن غيرهم من مناطق أخرى في الأردن، بسبب اعتياد سكان تلك المناطق على التعامل مع السياحة، فأصبح بعض أهالي البتراء مثلا يتقنون أكثر من لغة".
من جانبه، أكد عميد الكلية الدكتور محمد الشناق سعي الكلية إلى تنويع الروافد المعرفية للطلبة، وعدم الاقتصار على المناهج الدراسية عبر المحاضرات والأنشطة اللامنهجية، مؤكدا حرص اليرموك على إعداد جيل يملك قاعدة سياحية وثقافية تؤهله ليكون فاعلا في المستقبل حال انخراطه بالعمل السياحي.
وفي نهاية المحاضرة، التي حضرها نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، الدكتور زياد السعد، وعمداء كليات الآثار والانثروبولوجيا، والفنون الجميلة، وتكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسوب، وعدد من أعضاء الهيئة التدريسية وطلبة الكلية، أجاب الرفاعي على أسئلة واستفسارات الحضور.
--(بترا)