اليوم نحن معك ، نرى فيك الخير فلا تخذلنا ،إضرب على رؤوس الفاسدين يا دولة الرئيس ، والأردنيون معك ، فقد أتعبهم هذا الفساد ، والفاسدين يمتصون دمهم ليلا نهارا ، الفساد الذي إستشرى مرة باسم الغلاء ومرة باسم الضريبة ، الفساد الذي يحاصر الفقراء والناس ، حتى قتل الأمل في قلوبهم .
إضرب يا دولة الرئيس ونحن معك ، الفساد الذي سرق ماء عيوننا، ولو إستطاعوا لباعوه باسم الإستثمار ، وسرقوا أعمارنا باسم الإنتظار للحصول على وظيفة .. الفساد الذي جعل التوظيف ببعض الجامعات الخاصة على الهوية ، وببعض البنوك حسب مكان ولادة الأب ، الفساد الذي حول الحصول على معاملة حكومية إبتزازا للرشوة باسم "الإكرامية" و" التسهيلات" .
دولة الرئيس ،
الأردنيون لا يريدون مقدمة ابن خلدون ولا نصائح ابن رشد ، الاردنيون يشعرون بالغبن ، الفساد عم البلاد ولا فاسدين هناك ، يأكلون دجاجا فاسدا ويسكنون عمارات بالواسطة رخصّت ، ويسيرون في شوارع إلتهمتها الحفريات والمطبات ، وأقساط مدارس تحاصرهم ، وفواتير مياة وكهرباء تلاحقهم ، ومخالفات ورادارات تحسب أنفاسهم ، ومع ذلك يصبرون .
دولة الرئيس ،
الأردنيون نشامى ويصبرون على الجوع ويربطون الحجارة على بطونهم ويبيعون ذهب نسائهم ، إن إحتاج الوطن لذلك ، لكن بشرط أن أن يروا جدية من الحكومة ، وأن يستغني الوزير عن إسطول سياراته وهو بالأصل موظف لدى الناس يخدمهم فيدفعون راتبه من ضرائبهم .
لا تخذل الناس يا دولة الرئيس ، وحارب الفساد بسيفك فنحن معك ، وسنخلدك نحن الأردنيين مع الشرفاء من بلدنا ، مع وصفي التل وعبدالحميد شرف ونوح القضاة وكل الذين دخلوا الحكومات أنقياء وكانوا على قدر أمل الناس .
دولة الرئيس ،
الأردن منذ ستة آلآف سنة هنا ، جذورنا في التاريخ ، وصخر البتراء يشهد ، والطارئين الفاسدين ذهبوا وبقي الأردن ورجاله ، كن مع الناس ونحن معك ، لا تخذلنا ولن نخذلك ، وسنقاتل الفاسدين معك ولو لم يبقَ إلا رمل الصحاري سنقاتلهم به ، وتذكر أنك محاسب عند رب العباد عن كل مظلوم ومظلمة ، وأن التاريخ لا ينسى ، وأن ذاكرة الناس حيّة.
حمى الله وطننا الأردن من كيد الظالمين والفاسدين