إذا ما منحنا أطفالنا فرصة للإطلاع على الكتب السماوية الثلاث؛ فإننا نخرب بأيدينا مكبرات الصوت في مآذن المساجد، ونطفئ الشموع قي أروقة الكنائس، ونقطع حبال الأجراس في مجامع الكنيست.
وإذا كنا نربي أطفالنا تربية قائمة على رفض الآخر مهما كانت عقيدته أو ثقافته أو عاداته أو تقاليده؛ فإننا ننثر قنابل موقوتة على طرقات مدننا، ولربما قد تنفجر واحدة منها ونحن في طريقنا إلى أماكن عملنا.
وإذا عاش الطفل في بيت يشوبه حوار الطرشان بين والديه كلما إختلفا في وجهات نظرهما حول أي موضوع، فإنه سيواجه صعوبة بالغة في الإنسجام مع أعضاء مجموعته عندما يتم تقسيم صفه إلى مجموعات عمل، تقوم كل مجموعة بدراسة مسألة ما طرحها المعلم على طلابه لوضع الحلول المناسبة لها، لا بل قد يطلب الطفل من معلمه أن يأذن له بتحليل المشكلة لوحده، ولما يرفض معلمه، قد تجد الطفل صامتا ساكتا لا يأخذ ولا يعطي مع أي من أفراد زمرته.
وإذا إعتاد أطفالنا على رؤيتنا نشاهد الأخبار في قناة إخبارية معينة، وتستقي الأفكار والمعلومات من كتب ذات إتجاه واحد أو متشابه، ونطلع على صحيفة واحدة محددة، فإننا نغرس في أعماق بواطنهم بذور الأحادية!
وإذا قمنا بضرب أطفالنا نتيجة إهمالهم لدروسهم، أو لتقصيرهم في أداء الفروض الدينية، أو لإرتكابهم خطأ ما، فإننا نجعلهم يعتقدون أن العنف وسيلة لمعالجة المشكلة أو أسلوب لتصحيح الخطأ.
ولعلني لا أبالغ إذا قلت بأن البيت الذي يتعرض فيه الطفل للضرب هو أكبر وكر للإرهاب، وهو في بيئة كهذه لا يتعلم إلا ألفباء الإرهاب.
لذلك، لربما أكون مصيبا إذا قلت بأن ضرب الطفل لهو أكبر خطأ ترتكبه البشرية بحق نفسها! فلنصحح هذا الخطأ بالحوار والنقاش مع أطفالنا!