في لحظة ما وانت تقرأ في دفتر الماضي، تستوقفك المفارقات عن حكمة التاريخ، وتشابه حوادث ولا نقول تكرارها.
إذ وأنا أقرأ في كتاب الوطن لفت انتباهي استقالة مصطفى وهبي التل عرار المرفوعة الى صديق عمره المغفور له الملك عبدالله بن الحسين، يقول فيها: سيدي ليس الموضوع موضوع عائدات تقاعد أو خلافه.....إن الوظيفة وعائدات التقاعد بالغا ما بلغت هي اهون عندي من عقب سيجاره من اردأ انواع التبغ .... ويتابع بتاريخ٢/٢١ /١٩٤١...ليس بوسعي ياسيدي أن أنظر إلى الحكومة الحاضرة ولا إلى أكثرية أبطالها ولا إلى أي حكومة تأتي بعدها وتكون على شاكلتها إلى شركة أنونيم....غير مشروعة اخذ أعضائها على عاتقهم إرهاق البلد والعباد بكافة ضروب الإرهاق تحقيقا لمأربهم ومأرب اذابهم..... ومتضرعين إلى سموكم بالاخلاص العميق وهم ابعد خلق الله عن فهم مدلول هذه الكلمة......... هذا شأنهم منذ أن نكبت هذه البلاد بمعرفتهم وهكذا سيظل إلى أن تنجلي رغوة الامور عن صريحها.....ويتضح الصبح لذي عينين..........لذا ارجو ان تأذن لي باعتزال الخدمة وبالابتعأد عن عمان إلى حيث لا عين ترى ولا قلب يحزن .....المخلص مصطفى وهبي التل.
واليوم وبعد عقود من عمر هذه الرسالة وعمر هذا الوطن نسال هل ما زال في سطور الاستقالة شيء يشبهنا ام جميعها تشبه حالنا ؟