الشهيّةُ شعبيّةٌ والدَّسَمُ على طاولة الحكومة!
علاء مصلح الكايد
22-07-2018 12:04 AM
بلا مُقدّمات و لا مُقبِّلات ، حطَّت الأكباشُ السِّمان على طاولة الحكومة ، و النَّظَّارةُ جموعٌ عطشى و جَوعَى لِيَدٍ حديديّةٍ كاسرةٍ لرؤوس " السّارقين " حانية على رؤوس " المسروقين " الحامية ، المُتخمة باليأسِ من حالةِ " إنكار " الفساد و المُثقلة بآمال غدٍ نظيف لأبنائهم على أقلِّ تقدير !
و بدلاً من أن يكونَ سوءُ طالعٍ ، تلقَّفَت الحكومة - طازجة الثّقة - الصّدمة الأُولى و أثبتت جاهزيّتها و ثباتَها حتّى قبل يوم عملها الرّسميِّ الأوّل .
إذ يُحسبُ لها ما باشرتهُ من واجِبٍ كَردِّ فعلٍ إعلاميٍّ سريعٍ بدلاً من التخبُّط أو الغياب اللّذان كانا يتسيّدان الفضاء الإلكترونيّ كما إعتدنا سابقاً ، مُجهِضةً تفاعُلَ الإشاعاتِ المعهود و باتَ مُعظَمُ ما يُقال متَّسِقاً مع تصريحِها المركزيّ .
و بعد أن قَطَعَت على نفسها الوعود بأن تتعامل مع الملفِّ بحزمٍ دونَ أهمّيّةٍ لأوزان رؤوسِ الفَساد أو بعبارة أدقّ حجمَ القرابينِ الّتي ينتظر الشارع دحرجَتها و التضحية بها ، تكونُ الحكومة قد وضَعَت نفسها على مُفترقِ الطُّرُق لتخُطَّ النّقطة الفارقة في أوّل مشوارها لا آخره .
قد لا تتطابق نتائجُ صندوق التّحقيق الأسود مع الأُمنيات بالكامل ، فحتّى اللحظة لا نعلمُ إلى أين ستتّجه سهامُ الأدلّة بالمُحصِّلة لكنّ ظاهرَ البيّنة يؤكِّدُ أنّنا أمامَ خللٍ كبيرٍ مسكوتٌ عنه و عُشٍّ من الدّبابير ، و الأملُ في أن تُرسى أركانُ الشّفافية و الحزم لنهجٍ جديدٍ قديمٍ غادرناهُ منذُ عَقدٍ من الزّمان و لِمَ لا ، فالأغطيةُ من أعلى الهرم حتّى أدناه موجودةٌ لم و لن تُراوِح مكانها .
و لعلَّ بشائرَ هذا الأمَل تظهرُ تباعاً بما نُعاينهُ و نسمعُ به من مُداهمات .
و إنّ غداً لناظره قريب .