هل تنجح الحكومة الجديدة في ما فشل به الأخرون؟
النائب الاسبق م.سليم البطاينة
21-07-2018 07:25 PM
خمسة أيام بعشرة جلسات تحت قبة البرلمان ، ومخاض عسير ومارثوناً شاق عرف الكثير من التجاذبات والمشاورات الجانبية ، حصلت من خلاله الحكومة على ثقة مجلس النواب دون مساعدة صديق هذه المرة!!!!!! فالحكومة الجديدة جاءت بعد أحتجاجات شعبية كبيرة شهدتها البلاد نتج عنها استقالة الرءيس الملقي وفِي خطوة هدفت إلى تهدئة الشارع ،،،،،، فالاحتجاجات كان سببها المباشر أصلاحات أقتصادية أضرت بالفقراء !!!! وكانت عبارة عن تحرك مدني يحترم وشأن داخلي لا يثير جدل أحد وهو بالمحصلة نتاج أزمة أقتصادية متفاقمة ، فجاءت هذه الحكومة في ادق المراحل صعوبة سمتها ثقل التحديات لمجابهة وضعاً اقتصادياً واجتماعياً لا نحسد عليه !!!! وما عاد يتحمل التلكؤ في معالجته !!!! فجميع الأستراتيجيات الأقتصادية السابقة لم تأت نفعا ، بل عمقت أزماتنا وفشلت وعملت على أنهاء العلاقة التاريخية ما بين الدولة والمواطن والنظام أحياناً !!!!!! وكانت تلك بداية تفكك العقد الأجتماعي ؟؟؟ فتلك الخطط وضعت دون رؤية واضحة وكانت تدور في فلك الأحلام والأمنيات !!!
فنجاح أية خطط تنموية أقتصادية أو أجتماعية تتطلب تنمية محورها الأنسان وعدالة أجتماعية أساسها المساوة !!! فالحكومات السابقة أنسحبت من الأقتصاد ومارست السياسة دون أصلاح !!!!! فالواقع المعيشي للأردنيين صعب للغاية ويضيق يوماً بعد يوم !!!! فالغالبية العظمى أصبحوا فقراء ، وباتوا في أمس الحاجة الى رعاية تامة لتدارك ما قد تحمله الأيام القادمة من توتر وقلق ومشاكل أجتماعية كبيرة؟؟؟وباعتقادي أن هذه الحكومة لديها متسع من الوقت لتسريع عميلة الأصلاح وتدارك النواقص !!! فإذا ارادت أن تعالج الأمور بطريقة صحيحة ، فعليها أن تسير مسرعة وأن لا تعالج الخطأ بالخطأ .
فنجاح الرءيس الرزاز وحكومته يتجسد بتنفيذ برامج واستراتيجيات واضحة المعالم ، فالمراهنات والمزايدات قائمة على نجاحها ، فالرئيس أعلن أمام البرلمان أنه يتحمل مسؤلية أختيار طاقمه والذي لا نعرف حتى الأن مدى صلاحيته للمرحلة القادمة !!!! وتعهد أيضاً بأنجاح مفاصل الحكومة وأركان الدولة وإدارة شوؤنها !!! فأمامه مشكلة ومهمة صعبة متمثلة في تجاوز المشكلات التي فشل به غيره والتي هي أساساً مرتبطة بالوضع الأقتصادي المتعثر ؟؟؟؟ من تفشياً مرعباً للبطالة وأتساع رقعة الفقر والتقلص المستمر لدور الحكومة والقطاع العام بخلق فرص عمل جديدة ، وضعف استقطاب الاستثمارات الأجنبية وتدني معدل النمو ونسبة المديونية إلى الناتج المحلي الأجمالي ، وأتساع العجز التجاري وعجز الحساب الجاري لميزان المدفوعات !!!!! فالمطلوب نوعي دقة المرحلة وأن تكون الحكومة قادرة على مواجهة الاستحقاقات وتحديد الأطر الكاملة بأيجاد خارطة طريق للخروج من الأزمة لانعاش الأقتصاد والدفع بالسياسات الادماجية !!!؟؟؟
فعلى الرغم من تفاؤل الرئيس بقدرته عَلى تحقيق شيئاً ملموساً الا انه على دراية كاملة بحساسية الوضع الراهن وإن البلاد تمر في مرحلة دقيقة وتحتاج إلى قرارات أستثنائية وتضحيات !!! فالعالم بأجمعه يعرف أن اقتصادنا تلقى صدمات ليست بالسهلة وناتجة عن أسباب عديدة !!! فالخوف من أن تكون مهمة الحكومة الجديدة أكبر من الأمكانيات وأنها لن تجتاز عام ٢٠١٨ بنجاح لأن برنامج الأصلاح الأقتصادي لهذا العام قد لا يتحقق بالشكل المطلوب .