حتى تكون فاسدا ناجحا، عليك أولا أن تقتنع أن الاصلاح لا جدوى منه وأن الفساد هو الحل الأمثل للنجاح وتأمين المستقبل ثم عليك أن تدخل في حالة من التنويم المغناطيسي يقتنع فيها عقلك الباطني أن ما تقوم به من فساد يصب في مصلحة البلاد والعباد.
ثم من باب التشاركية وتعميم الفائدة عليك اختيار بعض الرموز القيادية في الدولة ولا ضير إن كانت رموزا دينية أو سياسية أو حتى عشائرية وتكسب دعمهم وتأييدهم وتضمن تواجدهم خلفك وعلى جانبك في مختلف الفعاليات الاجتماعية وغيرها الأمر الذي سيترك انطباعا إيجابا عنك لدى العامة.
فالفاسد الناجح يعي ويدرك أن الفساد ليس حكرا على شخص أو على أفراد بل على الأغلب فساد مؤسسي ومجتمعي قبل أن يكون برعاية رسمية.
ثم عليك ابرام الصفقات والاتفاقيات التجارية وتحت رعاية رسمية وعليك إيهام المجتمع بأن هذه الصفقات هي جزء من مساهمتك في تنمية المجتمع وتطويره وهي مرآة تعكس حرصك على خدمة أبناء مجتمعك وكن كريما مع حاشيتك ولا تتآمر على منافسيك من الفاسدين، وشكّل لنفسك عيون في كل الدوائر الحكومية يبقوك على إطلاع على كل ما يدور حولك، واقترب بالتواضع والعطاء من عامة الشعب وخاصة الفئات المهمشة والضعيفة، وتبنّ الأعمال الخيرية والإنسانية، وكن أفضل من يطرح نفسه مدافعا عن المبادئ الأخلاقية لتضمن في نهاية المطاف التصفيق والإشادات من قبل مختلف الصنوف والمستويات في الدولة الرسمية والشعبية.
ولكي تثبت مقولة أن الفساد عابر للقارات، عليك التفكير في الانطلاق على المستوى الإقليمي والدولي وإنشاء علاقات "وبزنس" مع المتنفذين والسياسيين والدبلومسيين وهذا سيؤهلك لكسب المزيد من التشجيع وسيجعل يدك الطولى في قمع كل من يحاول كبح جماح فسادك أو ردعك من عامة الشعب "لا سمح الله" كما سيضمن لك في حال حدثت المعجزة وكشرت الدولة عن أنيابها وجاءت ساعة الحساب، ستضمن لك علاقاتك إيجاد دولة حاضنة تضمك وترعاك وتربي وتنمي لك فسادك.
وفي النهاية وهو الأهم، لا تنسى دور الإعلام طبعا في تلميع صورتك وإبراز الجانب المشرق من شخصيتك الخيرية التي ما فتأت تدعم الطبقات البسيطة وهذا أصبح من السهل الحصول عليه خصوصا إذا ما أخذنا في عين الاعبتار حالة الفوضى والإنفلات واللامهنية التي يعيشها الوسط الإعلامي.
فإذا ضمنت كل ما سبق، عندها نستطيع أن نقول لك.. ألف مبروك.. أنت فاسد ناجح وبإمتياز.