في ذكرى استشهاد الملك المؤسس
محمد يونس العبادي
20-07-2018 06:57 PM
تمر هذه الأيام ذكرى استشهاد الملك المؤسس، الذي أسس هذا الحمى محاولاً اثبات نظرية الجيل الثاني من رجال الثورة العربية الكبرى، التي حاولوا من خلالها البناء على الواقع.
لقد أسس الملك المؤسس، الأردن، ميقناً أنه يريده بداية لمشروع عروبي أكبر، تسخر فيه مجهودات الأمة لبناء صرحٍ قادر على تحفيز القوى الكامنة لدى بنيه.
وإذ ارتضى الملك الشهيد، في بداية الأمر، واثر مؤتمر القدس مع تشرشل ما اتفق عليه الرجلان، فإنه راح يعمل بقواه كافة، لإضفاء الصبغة العروبية على هذا الوطن الناشئ.
فكانت السنين الثلاث الأولى تحمل جانباً من دعمٍ لسوريا في ثورتها ضد الفرنسيين، فمزج الملك الشهيد تاريخ الأردن باكراً بجيرانه على خلاف ما كان يسمى آنذاك بالنزعة القطرية الضيقة التي تحالفت مع الانتداب.
وهذا الدعم للتيارات العربية، والتي عبرت عنها خيارات الملك الشهيد، برئيس وزراءه الأول رشيد طليع، عمل الانتداب على محاربته.
ووضع الانتداب يده على مفاصل دولة الإمارة الناشئة منذ عام 1924م، محاولاً وقف مساع الملك الشهيد.
وحتى الحرب العالمية الثانية، حيث تغير الوضع السياسي، بدأ الملك الشهيد يستحضر مرة أخرى مشاريع الوحدة مع سوريا الطبيعية.
وتروي الوثائق جانباً من مشروع سوريا الكبرى، ومراسلات الملك الشهيد مع عدد من السوريين حول شكله والخطوة المقبلة، وقد حقق تحالف الملك الشهيد (الامير ) مع العشائر والقبائل الأردنية الأجواء التي هيأت لخروج الانتداب إذ تلاقى خط الوطنيين الأردنيين أصحاب المؤتمرات الوطنية مع خطاب مؤسسة العرش بما هيأ لولادة المملكة من رحم الإمارة.
ومجيء فلسطين بنازلة غيرت شكل الأولويات، أبقت الأردن والملك الشهيد وحتى آخر يوم من عمره.. القضية، حتى استشهد على عتباتها، ليكون شهيد القدس.
القصد، من هذا المرور السريع، التأكيد على أهمية اعادة الاعتبار لتاريخنا الوطني، وسيرة رجالاته أمام الجيل القادم، والتأكيد على أننا ما زلنا لليوم نفقتد للعقل التاريخي الذي يبث في وجدان الأبناء سيرة الإصرار والاستمساك بالمبادئ والصبر عليها.
وسيرة الملك الشهيد، تمثل سيرة للرجل الصابر الذي حاول أن يغير من واقعه راضياً بالمكتسب وساعياً للبناء عليه.
وتحقق هذا بعد عقودٍ بأن أعرب الأردن عن عروبته بأصدق معنى في محن الأمة وأزماتها، إذ لا زلت لليوم ترى أن سيرة المؤسس تضفي بملامحها على سياسة الأردن، بعروبته وبذله للشقيق وبدفاعه عن القدس.. وببناء الدولة.
رحم الله الملك الشهيد..