هي وحدها تتعلم .. كيف تصبح أما ؟
سهير بشناق
20-07-2018 01:09 AM
في ابجديات الحياة ومحطاتها لا احد يعلم المراة كيف تصبح اما ؟.
تتعلم من الذين حولها وبفطرتها ايضا كيف تهتم بذاتها كيف تقف امام المرآة لتتزين وتزيد ملامحها جمالا فجمال
المراة ووتفاصيل اشيائها التي تزيدها جمالا وانوثة هي دوما محط اهتمامها واهتمام من حولها لتكبر تلك الفتاة يوما تلو الاخر وهي ترى بهذه الامور اهمية حقيقية بحياتها .
لكن لا احد يعلمها كيف تكون أما ؟
كيف تكون أما بالمعنى الحقيقي لتلك القيمة ؟.
يتعدى دورها الاهتمام بكائن جديد فقط في مرحلة عمرية ما كيف تكون أما ... في مرحلة ما عليها ان تخرج من دائرة احتياجات اطفالها الاساسية لتجمع بين الامومة والصداقة فالامومة بما تحمله من حب وحنان وخوف وقلق ورعاية لا
تعد كافية لهم في محطة ما من اعمارهم يحتاجون بها لقلب بحجم العمر وعقل مختلف وفكر عليه ان يبتعد عن مشاعر الخوف والانانية لدرجة كبيرة ليتمكن من احتوائهم لا احد يعلم المرأة كيف تكون أما بتلك المرحلة كل من حولها يريدها ان تكرر تجاربهم مرة اخرى مع ابنائها وبناتها فهم يعتقدون بان التجارب القديمة هي الافضل والاكثر جدوى في التربية كل من حولها لا يبخل عليها بالنصائح والارشادات التي يرونها طريقا ناجحا ومجدياً في تجربتها المختلفة
لكن لا احدا منهم .... هي .... ولن يكونوا.
لا احد يعلمها كيف تكون صديقة وكيف يمكنها ان تمتلك صبرا كبيرا في كل عام يكبرون هم فيه فتتغير احتياجاتهم وتعاملهم ورؤيتهم للحياة.
لا احد يعلمها كيف تقوى على فتح نوافذ جديدة بحياتها لتتغير هي ايضا برؤيتها للحياة وبكيفية التعامل معهم تبعا لاعمارهم وافكارهم وتغيراتهم التي تتسارع يوما تلو الاخر.
لا احد يعلمها كيف تكون أما تتعلم كيف تكون بعالمهم دون ان يرفضوا وجودهم وان تكون لهم اشراقة عمر لا سحابة تمر بوقت ما وعليها ان تبتعد بعد ذلك.
هي وحدها عليها ان تخوض تجربتها هذه بضعفها وقوتها .... بارادتها وخيارها تتحمل رحلة لم تجد مثيلها بالعمر تجمع بين المشقة والفرح في آن واحد وبين الخوف والآمان .... بين لحظات اليأس والاحباط والشعور بانها لم تفعل شيئا وبين الفخر والشعور بالرضا !
هي وحدها عليها ان تتعلم كيف تكون أما بادوار مختلفة .
ان لا تتخلى عن اي دور منهم امام رغباتها وحقوقها وآمالها واحلامها .
ان تدرك جيدا ان لحظة قدوم هذا الكائن على الحياة وتنفسه لاول انفاسه بالعمر لم تعد حياتها ملكاً لها لوحدها لم تعد ايامها لها فقط بل هم جزءً اساسي بها عليها جيدا ان تفكر بهم وبنفسها لتوجد معادلة صحيحة بالحياة معادلة يكون نصيبهم بها اكبر بكثير من ذاتها فهو تنازل فريد من نوعه لهم لا ياتي بالحياة الا لهم وبخيارات كل ام ... لا احد يجبرها على ذلك سوى امومتها وحبها لهم ....
هي وحدها عليها ان تعيش تجربتها هذه ان تتعلم من عثراتها ومن اخطائها لتكون هي ايضا من يعمل على تصويبها كي لا تخسر وجودهم في عالمها وتكون جزءا من حياتهم .
هي وحدها من تتفهم معنى ان تجمع الام بين مشاعر الصداقة والامومة ان تقوى على الاستماع لهم ولامالهم واحلامهم واخطائهم وان تكتم بانفاسها كل مشاعر الخوف والقلق وتقوى على التفهم لتكون لهم رفيقة تراهم وهم يخوضون حياتهم وتجاربهم تمد لهم يد العون والمساعدة دون ان تمتلك حقا اخر امام ايامهم
ان تشعر بآلامهم لكنها لا تخوض تجاربهم نيابة عنهم بل تدعهم يتذوقون معنى الحياة بكل تفاصيلها وتجاربها لانهم لن يكونوا هي ولن تكون هي ....هم .
هي وحدها تتعلم كيف تكون أما وصديقة ومحطة آمان ومصدر فرح ووجود لهم؛ يعودون اليها بخيارهم لانها قادرة على احتوائهم ومساندتهم بدور يتعدى دور الام الازلي .
هي وحدها من تعود كل مساء الى سريرها تتابع تفاصيلهم تحتاج للحظات من الهدوء النفسي لتستعيد قدراتها من جديد لكنها مسكونة بهم بامالهم واحلامهم وتجاربهم تدرك جيدا ان جزءا من حياتها يحتاج لها وان يوما ما سيغادرونها يستغرقون بحياتهم وعالمهم لتنظر الى العمر من بعيد من مكانة اخرى .... تتساءل كيف مضى ذاك العمر متى اصبحت بها أما وكيف استغرقت مني هذه الرحلة كل سنوات العمر ...؟
لن تجد اجابات لذاتها لتتذكر جيدا لحظة قدومهم لهذا العالم وكيف ادركت حينها ان حياتها لم تعد لها
فما الذي يستعيدها الان ...
لا شيء سوى سماع اصواتهم بين فترة واخرى وطرق ابواب قلبها مرات بهذا العمر من قبلهم وبقائها تستعيد تفاصيلهم وحركاتهم وشجاراتهم وذكريات طفولتهم لحظة بلحظة لتفهم العمر جيدا وتدرك ان الامومة ليست محطة انها رحلة عمر لا تنتهي الا بانتهاء وجودها .....
الرأي