الشاطر وهيبة الدولةد. عديل الشرمان
19-07-2018 12:18 PM
بعد ان صعد الخطيب المنبر , وما ان انتهى من المقدمة حتى قال: "الخطبة الموحدة لهذا الاسبوع هي عن الفساد, ثم قال. اقول مستعيذا بالله, او ربما قال: اقول مستعينا بالله: يسمون الفاسد عندنا بالشاطر ,اي الذي يلهط ويشفط ويأكل اموال الناس بالباطل, ويظلم هذا ويحرم ذاك" انتهى الاقتباس ,اذا فالشاطر من يمتلك القدرة على التهرب من دفع استحقاقات الوطن والمواطنة, ويقدم للناس بضاعة عفنة فاسدة, ويتعدى على الممتلكات العامة, وشبكات الكهرباء والماء, في حين يتستر بقناع زائف من الاخلاق والانسانية, وربما يجلس في الصفوف الاولى من المصلين متظاهرا بالأدب والخشوع , ولربما يسود قومه ويتقدم في المجالس, ويعلو في المناصب, ويحظى بالصدارة والاحترام , والاسترضاء من قبل الحكومة, والاسوأ انه يذهب الى ابعد من ذلك بالخروج على القوانين والتشريعات, تلك التي تعد من أهم اركان الانضباط والالتزام, واحترام القيم والاخلاق, ويمارس الانتقائية في تطبيقها مقدما مصالحه الشخصية على المصلحة العامة, ومغلبا مصالح البعض ضد البعض, وبسلوكه هذا فانه يدفع المواطنين الى فقدان الثقة بالتشريعات والانظمة, ويضعف منظومة القيم لديهم, ويفقد ثقتهم بمؤسسات الدولة المعنية بانفاذ القوانين, ومع مرور الوقت يصبح خرق القانون والخروج عنه, والتنمر عليه "شطارة" وسلوكا محببا ومستساغا, ورمزا للقوة والبطولة والشجاعة, ومبعثا على قوة السطوة والنفوذ والتي تثير الانبهار والإعجاب في الثقافة المجتمعية السائدة, ونجسد هذه الثقافة ونترجمها ونعكسها الى واقع في تعاملنا مع بعضنا البعض ومع ابنائنا, فعندما نريد ان نغرس في الطفل روح الاقدام والشجاعة والقوة , والدفاع عن النفس, نضرب له مثلا سيئا, نذكّره بقرينه المنحرف اخلاقيا الذي يعتدي على هذا, ويضرب ذاك , ويصادر اغراض زملائه, ويمارس التنمر والاعتداء والاساءة اليهم, ويقصي زملاءه خلال اللعب باعتباره نموذجا يحتذى في المكر , ونموذجا في الاقدام والشجاعة والشطارة . |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة