وقفة عند سهل حوران المشترك بين الاردن وسوريا حيث الجغرافيا ترمي بنفسها بفخر من الحياة المشتركة قديمها وجديدها ثم تجثوا أمامه وتنادي لكي تعود الايام الخوالي كما كانت عبر عقود من الزمن تتسلق شجرة الورد التي ما كانت الا وفق معادلة تتسلق تاريخنا وكل وعودنا ، ونتوقف مرة أخرى أمام هذا الترقب الذي ينهار مثل بيت عتيق.
العلاقة بين سوريا والاردن كانت متوافرة بنسبة ما تسمح لها الدولة السورية في العلاقة مع الاردن، وكنا في دور المتلقي وما أكثر النسبيات الكاذبة بل لعلها كانت كاذبة، ومن جانبنا حرصنا على تلك العلاقة لكن دون جدوى.
في الاخبار أن نوى تتعرض لهجمة من النظام... أتدرون ما هي نوى دعونا نذكر لكم من التراث ، عندما كنا نردد في الاعراس في حوران اربد ((يازريف الطول والنية على نوى وأن كان قلبك نوى أني قلبي نوى)) لكنها اليوم تختبىء كقشة كبريت في علبة كبريت عاجلا أم أجلا ستشتعل لتحرق المدينة والاهل والعائلات بالراميل المتفجرة من قبل روسيا والنظام لتحرق الاخضر واليابس من الجو، ونسأل ما دخل روسيا في بلادنا اليس من مفروض أن تذهب الى القرم وليس في حوران اربد لانها لنا ، وتخلينا عنها شبه مستحيل لانه رهيب ولاننا نعترض على موافقات أسرائيل العدو الدائم على التهدئة في الجنوب الغربي السوري.
لن نذهب بعيدا ... الصنمين وهم أبناء عمومتي من العتوم غادروها منذ بداية الثورة وأستوطنوا في قريتي سوف لا لشيء الا خارج كل الاطر الماسونية المغلقة التي يمارسها النظام الذي اراد تهجير كل ماهو سني الى الخارج ،وضحكوا علينا عندما اعلن النظام موافقته على جنيف واستانا وتحدثوا وصرحوا وادعوا كذبا وزورا وبهتانا فانهارت المؤتمرات وسقطت الاقنعة والطغيان وتكرست مليشيات حزب الله وكل (الهلم) العراقية والافغانية والباكستانية لتشكل كراكوزا يلهو به المجتمع الدولي وعلى رأسهم الامم المتحدة.
ماذا أصاب السوريين ...ولماذا لم يتوقفوا أمام معادلة كنا نترددها قائلين (قالوا تحب الشام قلت جوانحي قصت بها وضلوعي )، وكيف لهم أن يحقنوننا بمخدر الخنوع الروسي الايراني الشيعي وبعثوا بنا الى السجون أو الى معسكرات الاعتقال أو الهجرة الى منافي بعدد يقارب الملايين .
نحن نرى الارض السورية الغالية بطاقة مكتوب عليها وداعا ...عندما أصدر القانون رقم 10 تجاه المهجرين السوريين ، الذين تفككت أحلامهم وفق ما ضاع خلف المرايا في معادلة أعلنوها أن عدد سكان سوريا 8 ملايين وأنهم يرغبون بالعودة الى هذا الرقم.
وفي خارج النص فقد حدثني كهل فوق ال90 من العمر أنه ذهب في مهمة تدريبة ألى صنعاء من قبل الجيش العربي أيام الامام البدر وقال لنا ان اليمنيين كانوا يغنون في الليل ويقولون (في عتم الليل الرشاش ضوا من فوق صنعا وأبشر يالهاشمي وتمنى)وهنا أريد أنا أعلم الى أين يقودنا الوضع في اليمن حاليا بأنظار كلمة نرددها وتجمعت حولها رؤية تحلم بأن يكون لنا رأي بما يدور هناك...يبدو أنني في حلم لن استفيق منه.