facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




ايس كريم ومشاوي


عمر كلاب
15-05-2009 06:02 PM

ربما بحكم الانحياز السياسي يقدم وزير خارجية سابق "ايس كريم" لضيوفه ، فهو وزير من المدرسة الحداثية ، التي تسعى الى اعاد انتاج ثقافة الشركات في ادارة الدولة ، وبات المنسف والمشاوي طبقا تراثيا لا يصلح في زمن الوجبات السريعة والحلوى الساخنة والباردة في آن واحد ، فثمة طبق من الحلوى لا اعرف اسمه مكون من كيكة ساخنة محشوة بشوكولاته ساخنة وموضوع فوقها ايس كريم ، ولذا كانت تجربة هذا الجيل السياسي مثل هذه الحلوى مشحونة باحداث ساخنة لكنها باردة مثل الايس كريم.

امس في مزرعة نائب عتيق عن دائرة الاثرياء كان الطبق الرئيسي مشاوي ولولا ضغط الضيوف واصرارهم على تناول طبق واحد لذبح المعزب احد الضحايا المفترضين من الخراف لانتاج منسف ينهي به سهرة دافئة ، تخللها عتب بين انصار مدرسة المنسف وانصار الايس كريم ، بعد ان كشف احد انصار هذه المدرسة الايس كريمية ان ابرز انصار تيار المنسف تذوق الايس كريم كثيرا على نفس المائدة.

بوابة التزاور تسمح بأكل المنسف كما تسمح بأكل الايس كريم ، هذا تبرير اولي ، لتنقل التحالفات بين النخبة الاعلامية بشكل خاص والنخبة الاردنية بشكل عام ، مع سند تراثي يستمد شرعيته من المثل القائل "الخيّر بقول وبغير".

المدارس السياسية في الاردن محكومة او مصنفة وفقا للطبق الرئيسي ، مما بسمح لمساحة من الضجر من تكرار الطبق والانتقال - واقول من باب الملل - الى تذوق طبق اخر ، واللعنة اذا اخذ هذا الطبق من النفس المتذوقة مأخذا حسنا ، فهذا يعني انتقال المتذوق الى الخانة الاخرى من الاصطفاف.

المشاوي والمنسف تكسب المتذوق حرارة خاصة رغم بعض الدهنيات المتراكمة والتي قد تؤذي الجسد ولكنها تمنحه طاقة ويستطيع التخلص من كل الدهنيات بفنجان قهوة سادة - ليس اكسبرسو - وبعدها ينحاز للجميد ولمكوناته التي لا يداخلها شيء خارجي فيبقى انحيازه داخليا حتى وان داهمته السمنة وانخفض نشاطه الحيوي بفعلها.

الاطباق الاخرى مكوناتها غريبة وعجيبة وتنتج في غير بلادنا ، وهي خفيفة على المعدة ولا تثقل الجسم بدهنيات وكوليسترول واشياء اخرى لكنها لا تمنح طاقة للجسد بل تمنحه برودة تنعكس على النشاط والاداء وحتى لو منحته بعضا من هذه الطاقة فهي سريعة وغير مؤثرة مثل لقطات الفيديو كليب في الاغاني فهي تبهر لحظة لكن سرعان ما ينساها المشاهد وينسى المغني نفسه ، وينتهي مفعولها السريع بفنجان قهوة مصنوع على عجل في ماكينة بلهاء اسمها اكسبرسو ، لم تعرف المحماس ولا الغلي البطيء وترك فسحة للتخمر واكتساب النكهة ، وكذلك الحلوى الجديدة لم تتداخل مع السمن البلدي - لاحظوا الاسم - بل سمنة اصطلح على تسميتها بالنباتية او الحيوانية ولكن لم يقترن اسمها ابدا بالبلد.

ما اود ان اصله ان تلك الاطباق تفرز سلوكا على المعزّب مثل طريقة تقديم الطعام التي تتطلب هيبة ومساحة واسعة والفاظا محددة مثل"إفلحوا" ولاحقا يقول "اشربوا قهوتكم" او "إبشروا" ولكن ماذا سيقول انصار الوجبة السريعة التي تضعها في كفة يدك وتقضي عليها بلقمتين طبعا لا تستاهل اي الفاظ التقديم وماذا سيقول المعزّب اذا ما قدم لضيوفه الايس كريم؟.

omarkallab@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :