قلب الأم يحترق والآهات تتصاعد لتحتضنها السماوات العليا، فرب السماء هو الأعلم بولع الأم وما حل بقلبها من شرخ لن يشفى منه إلا برؤية فقيده، فأم ورد غدرها الزمان لترى نفسها واقفة مكتوفة الأيدي أمام اختفاء نور عينيها "ورد" الذي سيمضي عليه اكثر من عشرين يوم ونحن نحاول جاهدين التقاط أطراف هذه القضية المجهولة.
ورد طفل كغيره من الأطفال لا يحتاج إلا الى حنان أمه ومحبتها والآن يقف المجتمع كله يراقب عقارب الساعة وهي تسير بالسرعة التي لا نريدها، فقلب الام هو الوحيد الولع لرؤية ابنها أما نحن فننتظر ماذا يحل بهذه القضية فنحن متعاطفين الا اننا غير قادرين على فك رموز هذه القضية أو الإحساس بما تشعره الأم الذي حملته تسعة اشهر واشتمت رائحته التي انغرست في ذاكرتها.
فقضية "ورد" مجرد رمز للتنبيه من اجل الاهتمام والاحتراس من تطور مجريات الأمور ويتطور الاختفاء وتزداد اعداد المختفين من الاطفال،وبالرغم من الاهتمام الإعلامي بهذه القضية واهتمام الجهات المعنية، إلا اننا لم نتغير فنحن نعمل على علاج قضايانا بشكل بطئ كالعادة،فطباعة صورة ورد وتوزيعها لم يتم بشكل سريع فقد انتظروا فترة من الزمن قبل هذه الطباعة التي تم من خلالها توزيع الصورة علىالمساجد وغيرها من الأماكن التي تجذب الناس، فحتى الاعلام وان تناول صورة ورد بشكل مركز الا ان نشر صورة ورد من الاليات المهمة لعلاج هذه القضية والتي قد يشاهدها احد المارة الذين لايشاهدون التلفاز ولا يقرأون الصحف الا بالصدفة فصورة ورد التي قد توزع في الاماكن العامة قد تكون اهم بكثير من صورة تطبع بالجريدة وتزول بعد يوم او آخروتأتي هذه الاهمية للصورة اذا تم توزيعها في الفترة الاولى من اختفاؤه وليس بعد عشر ايام واكثر،
في حين انني شاهدت فيلما امريكا تناول نفس القضية وهي اخنفاء طفل دون سابق انذار الا ان الفارق بيننا وبين هذا الفيلم بانهم عملوا على نشر صور الطفل على عبوات الحليب والعصائر مع رسالة تبين مشاعر امه ولم ينتظروا عشرين يوما كما انتظرنا نحن.
عشرين يوم حتى نحك رؤوسنا ولم نأتي بعد بالحل لهذه القضية، فما بال الاطفال الذين فقدوا ولم يعرف عنهم الاعلام فقد اصبحت قضيتهم كقضية ورد مادام البطئ يظلل القضيتين،وحدهم اهل ورد الذين يشعرون بقيمة الوقت فالدقيقة لديهم اثمن من الساعة الا ان هذه المشاعر مقتصرة عليهم دون سواهم فلا احد يشعر بالمأساة التي حلت بهم فالاشخاص الذين حولهم وان ساندوهم فهذه المساندة تبقى مؤقتة وشكلية،وفجأة ترى بان الاشخاص انفسهم قد يغيروا من آرائهم بعد ان سمعوا بالمكافأة فاصبحت قضية اكتشاف ما حل بورد تقف على مقدار المبلغ المطروح فبعد المكافأة التي عرضت بدأت تتكشف الامور وبدأت الخطوط الخفية للقضية تظهر ،لو اننا اسرعنا في طرح هذا العطاء من اجل مناشدة"ورد" وارجاعه الى حضن والدته التي لا يعلم بحالها الا الله،ففي ظل هذا التعاون بين الجهات المعنية وكل مؤسسات الوطن واطلاع ابنائه على القضية ومضى الزمن بنا ولم نجده ،فماذا لو كانت القضية قضية اعمق واخطر من هذا الاختفاء فكم من الوقت تحتاج لتحل خيوطها؟؟؟؟؟