عندما يصبح الحجب حاجة وطنية ..
د.محمد جميعان
17-07-2018 03:52 AM
لقد اقر رئيس الوزراء نفسه في حواراته مع النواب وعلى الاعلام مباشرة وقبيل الثقة بانه اخطأ في تشكيلة حكومته وانه كان منشغلا في التركيز على اختيار الفريق الاقتصادي..؟!
ثم تأتينا مواقف شخصيات اردنية قيادية وبارزة ووازنة لتؤكد وتجمع على خيبات املها بهذه التشكيلة الوزارية والتي اسهب التفصيل فيها، وليذهب البعض حدا الى اعتبارها تثير الاشمئزاز ومستفزة ولا تمثل اي نبض للشارع الاردني..
وقد لاحظنا بعض ما صدر عن وزراء هذه الحكومة من تخبيصات ومغالطات وتبريرات استفزت الناس ومواقع التواصل في اكثر من مفصل..
وحيث جاءت بعض كلمات النواب والكتل النيابية جامعة مانعة وواضحة ودقيقة واعلنت حجب الثقة بدعائم ودفوع قوية على تبنيهم هذا الموقف بالحجب...
ولان الحالة العامة للدولة تقتضي تعزيز الثقة بالمؤسسية اكثر من تسيير الاعمال، حيث لم يعد الحال يحتمل التخدير والمعالجات الانية التي لن تدوم ربما اياما، اصبح معه الامر يقتضي الخروج من المناهج التقليدية التي جرت عليها العادة والاعراف السياسية من قبل والتي كانت تحبذ اخذ التصويب نحو منح الثقة للحكومات المشكلة حديثا ولو بنسبة ضئيلة جدا،،
ولنأخذ المنهج بما تقتضيه الحالة الوطتية الى حيث الامل والتجديد والثقة المؤسسية الاقوى وترك التصويت كاملا للقناعات المجردة للنائب نفسه والذي يدرك الحالة الوطنية ويستشعرها بكل تفاصيلها..
ولماذا الخوف من حجب الثقة عن الحكومة؟! سيما عندما اصبح حجب الثقة عن الحكومة حاجة وطنية مدركة وغنية عن التفاصيل واصبحت ايجابياته واضحة وليست محل اجتهادات وحيث يعزز التفاؤل والديمقراطية والثقة بمؤسساتنا التشريعية ويعطي الامل بالاصلاح..