facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




كيف نصنع إعلام الدولة


د. عدنان سعد الزعبي
16-07-2018 01:10 PM

الاساس باعلام الدولة أن يكون الاعلام لكامل مكونات الدولة بمؤسساتها ومواطنيها, وليس لجهة دون غيرها أو لأشخاص دون غيرهم , أي أن مفهوم اعلام الدولة هو المفهوم الذي يعكس التعددية , وينفي الاحتكارية التي يجب أن تلتغي من قاموس ادارة هذه المؤسسات الإعلامية .

الشيء الآخر أن تكون المؤسسات الاعلامية ذات استقلاليه تامة وأن قرارها من ذاتها وبخلفية المهنية واخلاقياتها , والتزام القائمين على الإعلام والعاملين فيها بهذه المهنية التي تسعى نحو المصلحة الوطنية العليا وحقوق الإنسان, خاصة البعد عن الاثارة وخلق الفوضى والتزام بالامن والسلم الاجتماعي والتقريب بين الناس . جنبا الى جنب مع احترام الاخرين وآرائهم وتقدير خصائص الشعوب ودياناتهم ولغتهم وقياداتهم السياسية والدينية ، والعمل على مواجهة التطرف والمغالاة والتكفير والتغريب والنبذ والتجريد , والاساءة والتحقير واغتيال الشخصية, والشخصنة, أو المحاصصة ..الخ , بحيث تعمل على تقريب الناس وتوعيتهم وتثيفهم وتعليمهم وتنميتهم , من خلال نتائج الدرسات والابحاث التي لا بد وأن تعمل الجامعات عليها وأن تنشط العلاقة بين وسائل الاعلام ومراكز ومؤسسات البحث كاملة .

اعلام الدولة هو الاعلام الذي لا يقرر سياساته الا من نتائج دراسات وابحاث الجمهور واصحاب الرأي والشأن بحيث تكون مؤسسات الدولة الاردنية الرسمية مؤسسات تطوير واصلاح وبناء لا مجرد رقابة وتطبيق قواعد جامدة تبنى فجوة كبيرة بين الواقع الديمقراطي وتطبيقات مفاهيم الحرية في الوطن وتأسيس فجوة بين المؤسسات الاعلامية وبين مؤسسات الدولة الاعلامية .

لقد كان اعلام الدولة من أهم مبادىء الرؤية الملكية للإعلام وقد طالبت بها الرؤية عام 2003 وقام دولة فيصل الفايز بتنفيذ العديد من شروطها التي ما أن خرج من الحكومة حتى اعادت حكومات لاحقة الوضع الاعلامي إلى ما كان عليه , واعادت وسائل الاعلام إلى ادوات حكومية منكمشة وقابعة على نفسها , وها نحن نشهد محاولة جديدة ممثلة بتلفزيون المملكة كانطلاقة يجب ان ترتكز على الانفتاح والتشاركية والتفاعل والاستفادة من التجارب والخبرات العالمية وتعزيز التواصل مع العالم واستغلال الفضاء المفتوح لايصال الرؤية والاهداف والانجازات الوطنية للعالم .

إلغاء وزارة الاعلام عام 2003 واستبدلها بناطق اعلامي باسم الحكومة (قد لا يكون وزيرا ) قد يلغي مفهوم الرقابة المباشرة على وسائل الاعلام , وكذلك ايقاف فرض الهيمنة عليها , لكن التبعية الحالية والتحكم بالادارة , وتملك الحكومة لصلاحية تطبيق احكام القانون ابقى الإعلام حبيس القانون , والهيمنة الحكومة .

المجلس الاعلى للإعلام كان واحدا من المؤسسات التي عبرت عن حالة الديمقراطية الاعلامية باعتباره ذراع اعلامي تنظيمي تطويري غير تنفيذي تماثل مع دور المجلس البريطاني للصحافة ومجلس الاعلام الالماني ومكتب الاعلام الفرنسيي وغيرها من المؤسسات التطويرية الارشاديه , التي تنظم وتراقب وتضع المعايير المهنية لتحسين الاداء والمستوى الاعلام دون أن تفرض أي وصاية أو هيمنة أو سيادة على قرار ما ضد وسائل الاعلام . غير أن هذا المركز الذي انشيء عام 2001 الغي لاحقا لتضارب الصلاحيات مع دور الناطق الرسمي باسم الحكومة . وعدم قبول الحكومة ان ترفع يدها عن الهيمنة على الاعلام . وهذا انطبق على المركز الاعلامي الاردني الذي أنشيء عام 2004 والغي لاحقا . ثم التفاف الحكومة على تعديل قوانين مؤسسات الاذاعة والتلفزيون وخاصة في مجال الاستقلالية . بعد ان واكبتا حركة التطور والتوافق مع الرؤية الملكية للإعلام عام (2005) لمؤسسة الاذاعة والتلفزيون . ووكالة الانباء عام 2003بحيث تم انشاء مجلس ادارة يقوم على التنسيب لتعيين المدير العام , كذلك تحقيق الاستقلال المالي والاداري لتلك المؤسسات . كذلك تنظيم عمل الناطقين الاعلاميين في المملكة ووضع مدونة سلوك لعلاقة الاعلام بالدوائر الحكومية في الدولة .

اعلام الدولة يعني التعددية , أي تعدد الاراء والافكار والاتجاهات كذلك تعددية الوسائل والادوات التي تتتباين بالأهداف والايدولوجيا , لكنها مرتبطة اساسا بالثوابت الوطنية والاهداف الوطنية والمصلحة العليا التي حددها الدستور .

اعلام الدولة يتطلب التعاون الكبير بين نقابة الصحفيين والجمعيات الاعلامية والجامعات ذات العلاقة بوضع برنامج تأهيلي تدريبي لرفع مستوى المهارات الفنية والنظرية وتعزيز الطلاع على التجارب العالمية والخبرات الدولية للنهوض بمسوى الاداء الاعلامي والتعرف على ادوات التواصل والتاثير العالمية. اعلام الدولة يقوم على الفكر الوطني بمختلف مشاربه وشرائحة ويؤمن بالتفاعل الديالكتي للاراء والافكار وولادة ما هو افضل واقوى وانسب لحاضر ومستقبل الاجيال , فليس كل من كتب خبرا صار اعلاميا وليس كل من تفوه بكلمة صار مذيعا وليس كل من وقف خلف الميكرفون كان محاورا فالاعلام صناعة ومعرفة وتأهيل وقدرات وقبل هذا وذاك الايمان بثوابت الحق والمنطق والموضوعية والمهنية .

لا نستطيع أن نبي اعلام دولة دون المجاديف القوية القادرة على تحريك الامواج , وبناء قوى الدفع وتشكيل الحركة , فالكوادر كثيرة ولكن لا بد من تحديد وبلورة مفهوم الاعلام ومعرفة خطوط البداية .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :