اتفاقية الصخر الزيتي .. تساؤلات مشروعة
ماهر ابو طير
14-05-2009 07:31 AM
تبلغ احتياطات الاردن ، من الصخر الزيتي اربعين مليار طن ، يمكن استخراج ثمانية وعشرين مليار برميل من النفط ، منها ، واحتياط الاردن ، من الصخر الزيتي موزع على ست وعشرين منطقة في الاردن ، اي اننا نعيش عمليا في بلد ثري جدا ، بالثروات التي تبدأ بالصخر الزيتي ، وتمر بنحاس ضانا ، والفوسفات والبوتاس ، واليورانيوم ، ومياه الجنوب ، والزراعة ، وغير ذلك من ثروات سياحية واثرية ، لكننا نقول للمواطن في نهاية المطاف اننا بلد فقير ، ومعدوم الموارد.
الحكومة ، اعلنت عن توقيع اتفاقية ، مع شركة شل العالمية ، من اجل استغلال الصخر الزيتي العميق لغايات انتاج النفط ، عبر تكنولوجيا الحقن الحراري في باطن الارض ، وتشتمل الاتفاقية وفقا لتصريحات رسمية ، على مراحل الاستكشاف والتقييم ومرحلة تنفيذ برنامج اختباري ، والتقييم النهائي بحيث يتم اتخاذ القرار النهائي للاستثمار وتطوير المناطق الواعدة ، بعد هذه المراحل الاولية ، ولم تعلن الجهات الرسمية ، اي تفاصيل اضافية ، حول الاتفاقية ، ولم نسمع سوى ملخصا ، من عدة سطور حول خطوطها العامة.
هذه اتفاقية هامة جدا ، ونريد من الحكومة ان تعلن الاتفاقية على الملأ ، بحيث يتم نشر كافة تفاصيلها ، اذ لا يجوز ان نسمع ملخصا ، وحسب عن اتفاقية تتعامل مع الصخر الزيتي ، ونفترض ان تعلن الحكومة عن كافة تفاصيل الاتفاقية ، مدتها ، استحقاقاتها ، المناطق التي ستغطيها ، الجانب المالي ، النتائج المستقبلية ، الشروط بشأن الشركة والاردن ، وغير ذلك من تفاصيل ، توجب الشفافية الاعلان عنها بصراحة ، على الرغم من ان الاعلان عنها بعد توقيع الاتفاقية ، امر قد لا يفيد كثيرا ، في جانب الاعتراض على بعض التفاصيل ، او اعتبارها عادلة او جائرة ، وفقا لمن يقيم الاتفاقية ، على اساس علمي ومقارنة باتفاقيات اخرى ، عقدتها شركة شل مع دول اخرى ، على اي صعيد كان.
كنا نلوم الحكومات على عدم استغلال موارد البلد ، وانعاش حياة الناس ، وكثرة كانت تؤشر على الكنوز التي تحت الارض ، وسر تركها وعدم استغلالها ، وحين تقرأ الدراسات الرسمية تعرف ان البلد ، ليس فقيرا ، وانه ثري جدا ، مقارنة بمساحته وعدد سكانه ، واننا نعيش في بلد يؤمن ببساطة عيشا رغدا لاهله ، وبما ان الحكومة وقعت مثل هذه الاتفاقية ، فأن الاهم ليس التشكيك بالاتفاقية ، او اعتبار الموقف سلبيا ، من استخراج الصخر الزيتي ، وانما معرفة تفاصيل الاتفاقية ، الدقيقة ، لنعرف الفرق بين عدم استغلال الموارد ، او استغلالها بطريقة قد لاتكون مناسبة ، وهو كلام على محمل المقارنات ، خصوصا ، انه لايمكن الحكم منذ الان ، على الاتفاقية ، وتأثيراتها على الاردن ، واقتصاده ، وحياه اهله.
ننتظر شرحا كافيا وافيا ، خلال الايام المقبلة ، وحتى ذاك نتذكر ان الاردن لايعاني من نقص الموارد ، لكنه يعاني من سوء ادارة الموارد.
m.tair@addustour.com.jo