ربما كان إعلان بوتين وبشكل مباشر، وأقصد مجرد الإعلان وليس القرار الاستراتيجي الكبير في ذاته ... نية روسيا استثمار 50 مليار دولار في مشاريع النفط والغاز في إيران ورفض روسيا الاعتراف بأية عقوبات أمريكية تجاهها... إنما جاء ردا على الطلب الوقح بتسليم ولايتي (وهو ثالث أقوى شخصية في إيران) للأرجنتين بضغوط أمريكية صهيونية سافرة... وبذريعة أنه كان العقل المدبر لعملية "إرهابية" ضد المصالح الصهيونية في الأرجنتين قبل عشرات السنين..

وكأن بوتين يعلن للعالم بأن إيران مشمولة بالمظلة الروسية سياسيا وعسكريا واقتصاديا...بكلمة أخرى ودون تكاذب من أي من الجانبين فقد أصبحت إيران بقضها وقضيضها وبإمكاناتها وتأثيراتها في محيطها شرقا وغربا... وشمالا وجنوبا، حصة كاملة لروسيا بفضل السياسات الأمريكية ومن ورائها المحرك الصهيوني...

وقبل ذلك في منتصف الخمسينيات كانت الحماقة السياسية الأمريكية الأكبر في التاربخ الأمريكي حين أدت سياساتها الممالئة للصهيونية والمنطلقة أصلا من مصالحها ولو على حساب المصالح القومية الأمريكية... إلى انتقال مصر عبد الناصر ومعها معظم البلدان العربية الفاعلة إلى الاصطفاف إلى جانب المعسكر الشرقي إبان الحرب الباردة...

لقد استماتت ثورة 23 المجيدة في سعيها لسياسة مصرية متوازنة بين الشرق والغرب...فطرقت الأبواب الغربية للحصول على السلاح فكان الجواب: الصلح مع الكيان الصهيوني أولا.... ثم طرقت أبواب البنك الدولي لتمويل السد العالي ... فكان الجواب نفسه...فكان الرد المصري تأميم القناة... وكانت الحماقة الغربية الاستعمارية بالعدوان الثلاثي... وكانت من ثم المغانم الروسية بالجملة ... وكان حذاء خروتشوف في وجه الغرب ومن يصطف معه...

وبعدها نتساءل بجهل: لماذا يستقبل بوتين... نتنياهو بالأحضان ؟؟