يريدون للاعلام ان يصبح سجين المستقبل والحلم بالمنصب, فالاعلامي الذي ينتقد مجلس النواب سيتم مواجهته بحجب الثقة في حال أصبح وزيرا كما يجري حاليا مع وزيرة الدولة لشؤون الاعلام جمانة غنيمات التي تعاني والحكومة الأمرين بسبب مقالاتها السابقة بحق مجلس النواب حين وصفته في مقال لها " بالمجلس الفاسد", كما قالت لهم في أحد مقالاتها "ان كنتم رجال لا تمنحوا الثقة", وهذه الكلمات التي لم ينساها الكثير من النواب الذين شنوا هجوما شرسا على الوزيرة, ليظهر مدى تأثير كلماتها فيهم , كون رد الفعل جاء انفعاليا والغاية تسديد فاتورة الحساب القديم وليس لتحقيق المصلحة العامة.
الهجوم الذي تعرضت له الغنيمات ليس الا مجرد قيد يحاول البعض وضعه في أيدي الإعلاميين لتكف عن الكتابة, كونها حملت عنوانا خطيرا بأن مستقبلكم بيدنا, وسترجعون الينا, وفي نهاية الأمر سنحرق مستقبلكم, لذا عليكم أن تصمتوا ولا تتجاوزوا الحدود التي نضعها لكم, وان تجاوزتموها فيوم الحساب ليس بالبعيد.
ما قاله النواب عن الوزيرة ليس له ما يبرره الا أنها أصابت كبد الحقيقة بان هناك فساد في المجلس, وان المجلس قد منح الثقة لكثير من الحكومات التي لا تستحق الثقة , والتي تسببت في إرهاق المواطن وزيادة المديونية , فمجلس النواب هو من منح الاذن بتوقيع معاهدة السلام مع الكيان الصهيوني وليس الشعب الأردني, ومجلس النواب هو من وافق على فرض الضريبة تلو الأخرى حتى أصبح نصف الشعب يعيش تحت خط الفقر, ومجلس النواب من فتح باب الواسطة في التعين والترفيع ليقتل الابداع والحلم لدى الشعب الأردني العظيم, نعم, فقد كنتم شركاء في جميع مصائب الحكومات ولا تريدون من الاعلام انتقادكم, فهل يعقل هذا , وطبعا هذا لن يحصل الا في حالة واحدة وهي أن يكون جميع اعلامنا فاسد.
لن نصل معكم الى اتفاقية سلام , فهذا المجلس كسابقيه يأتي به الشعب ليحارب الشعب, ويختاره حتى يكون عيننا على الحكومة فيصبح موظفا لدى الحكومة, عذرا لكم لن نتوقف عن انتقادكم الا اذا أصبح الوطن أولى اهتماماتكم وغايتكم , عدا ذلك فمنا القلم ومنكم حجب الثقة, وفي نهاية الأمر أبشركم بأن القلم الذي أقسم به رب العزة سينتصر كونه ينتصر للحق.