مساهمة الكترونية نسائية دون الطموح ؟
رنا شاور
13-05-2009 01:52 PM
أصرّ كل مرة أتصفح فيها المواقع الالكترونية على أنها أصبحت قوة إعلامية فارقة لا يمكن لذي عقل انكارها، فهي واهبة مساحات أعظم لممارسة حرية الرأي وكسر حواجز الممنوع بعيداً عن جمود الرقابة ، بالإضافة إلى الإبهار في تقديم الخبر السريع الطازج الذي يبدو في اليوم التالي كوجبة بائتة في الصحافة الورقية. وبرغم القفزات الهائلة والمتسارعة ككرة الثلج لا زالت الصحافة النسائية في الفضاء الانترنتي متواضعة إلى حد ما، ما يعنى منها بشؤون المرأة وقضاياها أو ما يعنى منها بسياق الحدث والخبر الذي تطبع فيهما المرأة ثقافتها الخاصة وتتناول فيهما قضايا الساعة برؤية أنثوية بعيداً عن سطوة المنظور الذكوري، أو حتى ما يعنى منها باعتلائها لوظائف ابداعية في المجال المعلوماتي.
شهادتي في الزميلات الصحفيات والإعلاميات الأردنيات مجروحة، فأداؤهن لا ينقصه التميّز والمهنية العالية والشخصية القوية التي تتفوق على كافة مصاعب العمل الصحفي والإعلامي، وأثق تماماً بأن لدينا صحافيات وإعلاميات قادرات أن يسهمن بخبراتهن في اختراق الصحافة الإلكترونية، فلماذا يبقى حضورهن في الإعلام الالكتروني متواضعاً، حتى المواقع التي تظهر بين وقت وآخر معلنة اهتمامها بقضايا المرأة فإنها تدار من قبل ذكور لا إناث، ويمتلك زمامها صحفيين وإعلاميين لا صحفيات وإعلاميات، فهل يعني أن التمييز الجندري في بيئات العمل ينتقل كذلك إلى صفحات الإنترنت؟ّ.. الجواب نعم، فصحافة الانترنت الناشئة لا زالت تحمل ملامح ذكورية سواء في قيادتها أو موضوعاتها أو أوجه تناولها للقضايا المتعلقة بالنساء، ليس في الأردن وحده بل في الوطن العربي، وهو ما يعني أن مساهمة المرأة العربية في صنع المحتوى الإعلامي الإلكتروني لا زالت دون الطموح ومحدودة كماً ونوعا.
وفي اقتحامها عالم المدونات الالكترونية تميزت مدونات النساء في أغلبها بالطابع الشخصي وبالوجدانيات أو بصحافة الموضة والمطبخ بعيداً عن قضايا رئيسية ولهذه الظاهرة أسباب رئيسية تتعلق بثقافة المجتمع سأفرد لها مقالة لاحقة .
أما إذا أردنا الحديث بعيدا عن المساهمة بصناعة الخبر في صحافة الانترنت، فالملاحظ أن المرأة برغم الكفاءة فهي في الوظائف الإلكترونية تتواجد في المواقع ذات الأجور المتدنية كأمينة صندوق أو عاملة في مجال إدخال البيانات، بينما يحتل الرجل وظائف إبداعية كإطلاق شبكات الإنترنت أو تطوير البرامج المعلوماتية أو رئاسة تحرير الموقع وهي وظائف تحظى بدخل مرتفع بعكس الوظائف أعلاه، فهل سيعني ذلك أن المرأة لا يعفيها التطور الهائل في التكنولوجيا من أن تكون مهضومة الحقوق حتى على صعيد الفضاء السيبيري؟.
المرأة ركن أساسي من أركان الصحافة والإعلام في الأردن أولاً ولها مساهماتها الفارقة في تطور المجتمعات ثانياً وشريك في صناعة القرار ثالثاً، ولذلك نستغرب تأخر ظهورها عن المشهد الرقمي، أليست هي الوسيلة الأجدى والأكثر ابداعاً وإبهاراً في يومنا لتسخيرها لخدمة قضايا المرأة بدل الحنجريات المملة؟
الراي.