المعارضة أم التصفيق أيٌّ الطريق أقرب للقب معالي
رندا حتامله
13-07-2018 09:21 PM
وابلٌ من الإنتقادات والتجريح تعرض له وزير الإتصالات مثنى الغرايبة وكما جرت العادة مع المعارضين السياسيين السابقين اللذين تولوا منصب وزير وحصلّوا لقب المعالي الذي يشطب من ذاكرة الأردنيين لقب الحراكي السياسي في ظل مناخ يتأثربعقلية كلاسيكية ترفض الموازنة بين الحكومة والمعارضة وهذه المرة ذهبت الإنتقادات إلى أبعد من شخص الوزير الغرايبة ووصلت إلى إقرار البعض بأن التصفيق في هذه الحقبة لم يعد هو الطريق الأسهل للوصول إلى المناصب وأن المعارضة رغم أنها الطريق المحفوفة بالمكاره إلا أنها الأسهل والأسرع للمعالي والسعادة والعطوفة ، ولوّحت إنتقادات البعض بأن المعارضة المصطنعة هي التي تحصد المناصب فقط .
الغرايبة نأى بنفسه عن وابل الإنتقادات ومطالبات بعض السذّج بإعدامه! وإستظل بمظلة التجاهل متيقناً أن العمل بصمت والإنجاز وحدهم سيحددوا إن كان أهلاً للمنصب أو لا .
بعيداً عن الغرايبة وشهادات الإختصاص التي تؤهله لمنصب وزير اتصالات وبعيداً عن معتقده السياسي الخاص به وتاريخه الحراكي ، ولنتقهقر بذاكرتنا لحقبة الملك حسين طيب الله ثراه ونستذكر السيرة الذاتية ل نذير رشيد الشخصية الأردنية التي تستوقفني كثيراً فقد كان معارضاً وأتهم بالتخطيط للإنقلاب على الملك حسين وفر إلى سوريا واستلم أهم المناصب الحساسة في الدولة ونشر كتاباً له حساب السرايا والقرايا الكتاب العميق والمحفوف بالغموض ومع ذلك لم يصدر بحقه حكماً في الإعدام .
احمد عبيدات كان مديراً للمخابرات ورئيساً للوزراء ثم تحول لاحقاً لأقصى أطياف المعارضة ولم يسجن ولم يعدم.
ولنحلّق إلى حقبتنا من جديد ونهبط عند الوزير الأسبق خالد الكلالدة ، وهو الذي يمتلك رؤية سياسية واقتصادية واضحة ومعلنة وكان حراكياً شرساً ورغم ذلك تقلد المناصب ، ثم إلى رئيس الحكومة السابق عبدالله النسور الذي كان نائباً معارضاً وتقلد بعد ذلك المنصب.
هذه لمحة بسيطة تقودنا إلى أن الهواشم على مر العصور لم يتخذوا على نفسهم سياسة القمع بعكس الأنظمة التي كانت تنتهج سياسات التبخير للمعارض والنأي به إلى منفى بعيداً عن الحياة السياسية ، في الأردن أصحاب الرؤى المنطقية يأخذون فرصتهم سواء في المناصب الحكومية أو الحياة السياسية وصوتهم مسموع ، فالقضية ليست قضية تصفيق أو إحتواء ناعم لممارسي المعارضة وإنما المنطق والرؤية الصالحة هي التي تفرض نفسها على المنصب ، ومازال جلالة الملك يطالب بمعارضة جادة تنهض بالوطن ، فالغرايبة وغيره ترجمة حقيقية للحرية في الأردن ومظهر ديمقراطي حضاري لمن يقرأ مابين السطور ويمعن النظر ومن يزاود بحب الوطن وجلالة الملك فليحترم قرار الملك بتكليف الرزاز ثم تكليف الغرايبة وليحترم رسالة الملك وهو يؤكد على إحترام الآخر وتقبله، بدلاً من التجريح بشخص الوزير وهو يتفيأ بظل دولة ديمقراطية تحترم الآخر.