ثلاث كلمات أسقطت إنقلاب
المهندس حسين منصور الحياري
13-07-2018 09:08 PM
يا الله, بسم الله , الله اكبر ,ثلاث كلمات بسيطة اللفظ سهلة على اللسان , أطلقتها الجماهير التركية وهي تتصدى لمحاولة الانقلاب يوم 15-7-2016.,عندما خرجت هذه الجماهيرومعظمها من الشباب والشابات ووقفت في وجه الدبابات والمدرعات والطائرات ، ولم تكن هذه الجماهير تملك من السلاح إلا أجسادها العارية و الضعيفة ,ولكنها كانت تملك الإيمان الذي جعلها تصرخ بهذه الكلمات الثلاث الخالدة , وتملك ايضاً الإيمان بربها ووطنها وشعبها.
خرجت هذه الجماهير إلى الساحات والميادين والجسور والمطارات وإلى كافة المناطق التى سيطرت عليها قوات الانقلابيين , و خرجت غير مكترثة بالموت أو خائفة منه أو خائفة من الانقلابيين وأسلحتهم الفتاكة , خرجت تتحداهم بهذه الثلاث كلمات البسيطة حيث كانت هي الهتاف الأساسي للجماهير, وكانت السلاح الذي قهر سلاح الإنقلابيين وأفشلت مخططاتهم .
فالجماهير التركية المسلمة التى رفعت هذا الشعار و نادت بهذه الكلمات, وقدمت البطولات في مقاومة الإنقلاب وسقط منها مئات الشهداء وآلاف الجرحى , وتحدت الإنقلابين وأسلحتهم بأجسادها, هم من أسقط فعليا هذا الانقلاب في تلك الليلة المباركة, فالفضل لهم بعد الله في إفشال مؤامرة الانقلاب.
إن الإرادة الشعبية التي لا تملك السلاح لهي أقوى بكثير من إرادة السلاح و حامليه، اللذين ظنوا أن الشعب التركي لن يتحرك في مواجهتهم و سيستسلم لهم كما استسلم للانقلابات السابقة في اعوام (1960،1971،1980 )، و نسوا هؤلاء أن روح الإسلام التي انتشرت بين أبناء الشعب التركي ورغبة المحافظة على إرادة الشعب و مقاومة تغول الجيش و العسكر على الدولة المدنية لم تعد مقبولة لدى الشعب التركي.
لقد أثبت الشعب التركي العظيم أنه شعب يستحق الحياة ويستحق الدولة المدنية و يستحق التقدم في كل المجالات و الميادين ، لذلك فهو يرفض العودة الى الوراء و يرفض إلغاء مكاسبه الشعبية التي حققها في العشرين سنة الاخيرة ، و يؤمن بأن وظيفة العسكر الأساسية هي حماية الوطن والدفاع عنه و ليس حكم و إدارة البلاد فهذه ليست وظيفتهم و ليست شأنهم.
وفي الختام و بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لإفشال محاولة الانقلاب ، لا يسعنا إلا أن نتقدم بالتحية و التقدير و الإحترام و الإكبار الى الشعب التركي الشقيق العظيم على ما بذل و قدم من شهداء و جرحى و ما قام به من أعمال بطولية نادرة و خارقة سيخلدها التاريخ له لإفشاله هذا الإنقلاب ، سائلين الله أن يرحم الشهداء و أن يشفي الجرحى و أان يمكن لتركيا ان تستمر في التقدم الاقتصادي و العلمي و الصناعي و السياسي و أن لا يمكن لأعدائها منها ، وأن يفشل مخططاتهم.
كل الحب و المودة و التقدير و الاحترام لهذا الشعب العظيم الذي يستحق أن يعيش حياة حرة كريمة.