facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




في عيد ميلاده يتجدد الفرح ..


سهير بشناق
13-07-2018 01:46 AM

عندما تاتينا الحياة بالاشياء الجميلة علينا ان نشعر بقيمتها ونحيا بها ومعها عندما نتذوق طعم الفرح علينا ان نتمسك به كي يبقى حيا بنفوسنا جمالا ولهفة ووجودا.

قبل اثني عشر عاما كان لها موعد مع فرح من نوع اخر، فرح تنتظره المراة ولا تشعر بمعناه الا هي، طفل جديد باشراقة جميلة اضافت لحياتها معاني كثيرة خاضتها من قبل مع ابنتيها وتجددت بقدومه ليزيل آلاما كثيرة عانتها من قبل فكان قدومه لهذه الحياة بمثابة قناعة جديدة لطالما امنت بها بان االله سبحانه وتعالى لا يرد سائلا برحمة تعوضها عن كل ما عانته من قبل ليعطي بلا حدود فكان عطاءً ولا اجمل.

طفل جديد .... فرحة جديدة تغير الكثير

هي ليست اماً مختلفة عن الاخريات تشترك بذات الحلم الجميل لاطفالها لطالما حلمت لهم وعاشت مع احلامها عمرا باكمله.

حلمت بملامحهم وبادق تفاصيلهم الصغيرة ترقبت قدومهم لحياتها وهم جزء من روحها وقلبها وعاشت معهم في عالم خاص يجمعهما سوية دون الاخرين تحاكي نبضات قلوبهم وتحادثهم اياما وسنوات دون ان يكونوا قادرين على فهم كلماتها لكنهم يشعرون بها وبقيمة حبها لهم حبا لا يضاهيه حب بالوجود.

هي ليست اماً مختلفة لكنها بنهاية المطاف ام ترى الحياة من عيونهم.

وهو كان لسنوات مضت ليست ببعيدة طفلا يرى الكون من خلالها يحتاجها كل لحظة بايامه يخطئ فتعلمه ترافقه بكل خطوة من خطواته فتغدو كلماته وحركاته مصدر فرح لها كوجوده.

كان طفلا بامكانها ان تمسك بتفاصيل ايامه فتقرر عنه الكثير وتتجاوز عن الكثير بحياتها لاجله، كان طفلا يتسلل مساءً اليها يعلن حاجته لوجوده بجانبها فتحتوي خوفه وتمنحه الحنان والامان الذي لا يشعر به الا من خلالها.

كان طفلا لا يخجل من دموعه لان الاطفال هم وحدهم من يعبرون بصدق كبير تتهاوى امامه قدرتنا ونستسلم لهم طوعا .

في كل عام يكبر بها تكبر احلامها نحوه .... ليودع شيئاً فشيئاً الطفولة ذاك العالم الاكثر براءة وصدقا وهي وحدها لا تزال تتمسك بابجديات هذا العالم تستعيده بينها وبين ذاتها لترفض فكرة انه لم يعد صغيرا لكنه لم يعد طفلا ....

هي اليوم وهو يستقبل عاماً جديداً من سنوات عمره تحدق به جيدا وتدرك انه لم يعد طفلا لم تعد احلامها له كافية له .... لم تعد قادرة على ان تخبره بانها تشتاق اليه عندما كان طفلا لتشعر باحتياجه لها اكثر من اي شيء اخر بايامه .

لم تعد قادرة على ان تكون جزءا من تفاصيل حياته اليومية لان عالمه يتسع شيئاً فشيئاً فتخفي هي مخاوفها من ان تصبح في يوم ما شبيهة باناس اخرين بحياته او ابعد منهم

هي اليوم وهو يستقبل عام جديد من سنوات عمره ينقله من عالم الطفولة تريد ان تقترب منه اكثر واكثر وتخبره بانها تحبه اكثر من اي شيء بالوجود انها تريده ان يبقى محلقا في عالمها وايامها كنبض قلبها ....

الا يغادر ايامها ولو ليبني عالمه الخاص به لانها لا تقوى على ذلك تريد ان يبقي مختبئا بقلبها وروحها يعود اليها دوما ليبقيها تعيش في فرح لا يتكرر كيوم مولده تريده ان تخبره بانها تشعر بمشاعر جميلة تمنحها طعم النجاح والامل كلما نظرت اليه وهي تراه يكبر عاما تلو الاخر.

تريد ان تخبره بانه لها ابنا ووطنا وحبا ينمو يوماً بعد الاخر ليمنحها معنى الوجود باكمله لكنها هل تقوى على كل ذلك .. وهو لم يعد طفلا ..؟ هل تقوى على ان تبوح له بكل ما كان يخبرها هو لها طفلا? هل تقوى وهو يطفىء شموع عيده اليوم ان تخبره كم تعني لها كل شمعه جديدة من شموع عمره ؟

هل يمكنها ان تختصر له سنوات عمرها معه وقلقها وخوفها ودعواتها له وترقبها لكل خطوة نجاح يقوم بها .
اليوم لن تبوح له بشيء لتستعيد تفاصيل ايامه الماضية .

لن تحاول ان تقحم ذاتها على عالمه وايامه لانها تؤمن ان دورها يجب ان يتغير لتصبح صديقة اكثر من ام فقط ستراقبه وهو يكبر بذات الفرح عندما احتضنته للمرة الاولى وهو طفل.

ستبقي في ايامه تمنحه الحب والامان ولو كان يحتاج لغير ذلك في مرحلة ما من عمره الا انها وحدها تعلم بان حبها له سيرافقه بكل مراحل ايامه القادمة .

سيدرك بان اسمه سيبقى حاضرا بصلاتها تردده مئات المرات وهي تدعو له! سيدرك ان خوفها وقلقها عليه لن يتغير طفلا كان او شاباً لان قلبها الوحيد الذي لا يتغير وان تغير هو واستغرق بعالمه لوحده .

في عيد ميلاده يتجدد الفرح الاتي من معنى العمر والوجود ليبقي هو شمعة تنير ايامها وتمنحها القدرة على الاستمرار .

في عيد ميلاده تسجل لذاتها قصة نجاح متجددة لانها الام التي تنسج من ايام عمرها قصة جميلة لا يدرك حجم معاناتها وحبها الا هي وحدها وهي تستبقلهم في اولى لحظات قدومهم على الحياة وكأنها تعلن ان اولى صراخاتهم تلك يختصر مشوار عمر جميل بكل ما يحمله من فرح وخوف وقلق ستبقى الاجمل لها التي كلما تحدق بملامحك في كل يوم تشكر خالقها على نعمة الامومة وعلى ذاك الشعور الاجمل الذي بداته من سنوات مضت ولا يزال مستمرا .

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :