نتنياهو في عمان .. هل يختلف عنه في شرم الشيخ?
فهد الخيطان
13-05-2009 03:50 AM
*** الزيارة ستشكل مأزقا للاردن وفرص التأثير في موقف حكومة اسرائيل معدومة
سمعنا بنيامين نتنياهو يتحدث في شرم الشيخ الى جانب الرئيس المصري لم يبدل ولم يغير او يجامل. بسلوكه المتعجرف ردد نفس الافكار المتطرفة ورفض مجاملة مبارك حتى بكلمة واحدة عن الدولة الفلسطينية.
واستغل وجوده في دولة عربية ليبعث برسالة الى واشنطن قبل أيام من زيارتها وكل من يهمه الأمر انه على علاقة جيدة مع العرب المعتدلين ويقف معهم في خندق واحد ضد المتطرفين, فالصراع في المنطقة وفق نتنياهو ليس بين العرب واسرائيل, وانما بين المعتدلين والمتطرفين واستثمر نتنياهو الخلاف المصري الايراني ليظهر وكأنه في حلف واحد مع القاهرة في مواجهة »العدو الايراني«.
التقارير الصحافية تقول ان مبارك ونتنياهو خرجا بعد المباحثات مختلفين هذا صحيح لكن نتنياهو ربح الجولة وكسر جدار العزلة وهو بلا شك سيوظف هذه الورقة لصالحه في واشنطن لتخفيف ضغط الادارة الامريكية عليه.
نتنياهو سيكون في عمان قريبا فهل سيقول كلاما مختلفا عما قاله في القاهرة? هل يتغير بين ليلة وضحاحا ويلتزم بحل الدولتين.
لن نجد شخصا واحداً في العالم يقبل الرهان على ذلك. الزيارة لعمان ستكون مأزقاً لنا فاذا سمح الجانب الاردني لنتنياهو بعقد مؤتمر صحافي فسيردد نفس الاسطوانة التي سمعناها في شرم الشيخ واذا اقتصرت الزيارة على جلسة مباحثات مغلقة وبيان مقتضب فان الصحافة الاسرائيلية كعادتها ستنشر التفاصيل ويزيد الجانب الاسرائيلي ما يريده من معلومات منسوبة لمسؤولين اردنيين تصب في صالح اسرائيل وتشوه الموقف الاردني.
في الحالتين المأزق قام والخسارة متحققة من الزيارة. في حديثه لصحيفة التايمز اللندنية كان الملك عبدالله الثاني صريحا وواضحا لدرجة غير مسبوقة في رؤيته لسيناريوهات المرحلة المقبلة لا بل الأسابيع القليلة القادمة. جلالته لا يراهن على نتنياهو وحكومته وانما على ادارة اوباما وموقفها الداعم لحل الدولتين والملك في انتظار ما سيسفر عنه لقاء اوباما نتنياهو بعد اسبوع. ويرى جلالته ان اللحظة الحالية لحظة حاسمة فاذا ما فشلت جهود السلام ستقع حرب جديدة في المنطقة.
ينبغي على الاردن ومن قبله مصر ان لا يعطيا لنتنياهو اشارات توحي بان العلاقات معه يمكن ان تسير بشكل طبيعي من دون ان يلتزم باستحقاقات السلام. زيارته لشرم الشيخ ومن ثم لعمان رسائل خاطئة في لحظة حاسمة لا تحتمل المناورة. سيتحدث الجانب الاردني مع نتنياهو بلهجة شديدة ويطالبه الالتزام بحل الدولتين ويعرض عليه سلة مليئة بالثمار الطيبة للسلام ليس اقلها علاقات طبيعية مع 57 دولة عربية واسلامية. نتنياهو سمع هذا العرض من قبل وتجاهله وائتلافه الحاكم في اسرائيل ويقوم على برنامج مغاير تماما للحل السلمي وفق المبادرة العربية والمرجعيات ولهذا لن تفلح كل المحاولات باغراء نتنياهو ليغير جلده فهو يميني متشدد ولن ينطق بحل الدولتين مهما كانت الضغوط حتى لو كانت امريكية. ففي اخر استطلاعات للرأي في امريكا اظهر استطلاع ل¯ »بيو« ان غالبية الامريكيين لا يفضلون قيام اوباما بالضغط على اسرائيل للقبول بمفاوضات التسوية و 48% منهم لا يؤيدون انخراط الادارة الامريكية بصورة اكبر في المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين و 52% من الامريكيين وفق استطلاع »ابسوس« لا يثقون بقدرة اوباما على حل الصراع.
ان التفاؤل بقدرة اوباما على اقناع حكومة نتنياهو بقبول حل الدولتين والانخراط بمفاوضات جادة ضئيل للغاية حسب كل المعطيات. فهل نملك نحن اوراقا اقوى من امريكا للضغط على اسرائيل?!.0
fahed.khitan@alarabalyawm.net