عمون - انطلقت اليوم في الجامعة الأردنية بمشاركة (200) باحث ومتخصص في علم المكتبات وتكنولوجيا المعلومات من مختلف دول العالم، أعمال المؤتمر الدولي الرابع لمكتبة الجامعة الأردنية بعنوان "أنشئ .. تواصل.. وتعاون" برعاية رئيس الجامعة بالوكالة الدكتور عماد صلاح.

وجاء عنوان المؤتمر لهذا العام "أنشئ .. تواصل.. وتعاون" ليخاطب المستخدم كمسؤول رئيسي في إنشاء بيانات رقمية وبكم هائل يمكن أن يقوم باستخدامها ومشاركتها من خلال وسائل التكنولوجيا الحديثة.

ويهدف المؤتمر إلى إبراز دور المكتبات في دعم العملية التعليمية والبحث العلمي في ضوء التغير الهائل والحاصل في تكنولوجيا المعلومات واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والزيادة في حجم البيانات ما أدى إلى ظهور كثير من المفاهيم كالحوسبة السحابية والبيانات الضخمة وانترنت الأشياء والتعلم الالكتروني والمدمج.

وقال نائب رئيس الجامعة لشؤون الكليات الإنسانية الدكتور أحمد مجدوبة في كلمته خلال افتتاح أعمال المؤتمر إن الجامعة الأردنية تدرك تماما أنها لن تحقق غاياتها الاستراتيجية دون إسهام المكتبة ودورها الفاعل في مجال توفير المعلومات المعلومات الرقمية ومحو الأمية المعلوماتية باستخدام أحدث وسائل الاتصال والتكنولوجيا وصولا إلى تعليم فعال وإلكتروني ذكي.
وأضاف أن غايات الجامعة الاستراتيجية من أبحاث علمية رصينة ومؤثرة ومنتجة للمعرفة وتحقيق بيئة جامعية متطورة ذات كفاءة مؤسسية عالية وتنمية مجتمعية فاعلة وشراكات مع ذوي العلاقات محليا وإقليميا وعالميا، جميعها لن ترى النور دون جهود المكتبة.

وأشار مجدوبة إلى اهمية احتضان مثل هذه المؤتمرات والملتقيات التي من شأنها إثراء المخزون المعرفي، وتوفير فرصة لالتقاء الخبرات والتجارب والاطلاع على كل ما هو جديد وحديث ومبتكر في مختلف المجالات والعلوم، ما ينعكس إيجابا في مجالات التعلم والتعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع.

وأكد مجدوبة دعم الجامعة لمكتبتها في سبيل تحقيق أهدافها وتحديثها وتطوير بنيتها التحتية التكنولوجية وتطوير كادرها بالتدريب وتبادل الخبرات والمعارف مع زملائهم في المجال، وتطبيق معايير الجودة في مختلف العمليات والحصول الدائم على رضا المستفيد وتلبية احتياجاته.

في حين قال الأمين العام لاتحاد الجامعات الدكتور عمرو سلامة في كلمة بالإنابة عن المشاركين إن النشر الالكتروني يحظى باهتمام كبير في الأوساط المجتمعية والعلمية، ويبرهن على قدرته الفائقة بالتأثير المباشر والسريع في نقل المعلومة بسهولة ويسر وبتكلفة قد تكون معدومة، ما دفع بالجهات الرسمية والحكومية الدولية لاستصدار القوانين والأنظمة التي تنظم آلية عمل هذا النوع من وسائل الاتصال، مؤكدا أن النشر الالكتروني بأشكاله بات مصدرا للمعلومات سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات أو المؤسسات.

وتطلع سلامة إلى تسخير نتائج وتوصيات المؤتمر لخدمة قطاع التعليم العالي والجامعي، من خلال حث الباحثين على نشر الأبحاث العلمية بالوسائل الالكترونية، والتبادل العلمي والثقافي، ومناقشة الآراء والتطلعات، وتوفير المعلومات الحديثة والمتقدمة، وحوسبة المراجع والكتب والمجلات العلمية والرسائل الجامعية، وإعادة حفظها على شبكة الانترنت، لتكون متاحة للمستخدم في عصر أصبح يتسم بالسرعة في تدفق المعلومات في كافة المجالات والعلوم العلمية والحياتية.

وأشار سلامة في كلمته إلى الدور الذي يتولاه اتحاد الجامعات العربية منذ تأسيسه عام 1964 في النهوض بمستوى التعليم العالي في الجامعات العربية، وتعزيز مبدأ العمل العربي المشترك بين الجامعات العربية والمؤسسات والمنظمات الدولية من خلال المجالس والمراكز والجمعيات العلمية التابعه له، مؤكدا تمتع الجامعة الأردنية بالنصيب الأوفر من خلال احتضانها لعدد من المؤسسات الأكاديمية التي تتبع اتحاد الجاممعات العربية.

مديرة المكتبة ورئيسة المؤتمر الدكتورة نشروان الطاهات أكدت دور المكتبة كحاضنة طبيعية ومزودة لخدمات المعلومات المختلفة، ومواكبتها لكل ما هو متطور وحديث في علم المكتبات والمعلومات من خلال حرصها على تنظيم اللقاءات العلمية وورش العمل لمناقشة كل ما هو جديد في ظل التطور الهائل في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

وقالت إن المؤتمر يتضمن لهذا العام عددا من أوراق العمل تناقش ثلاثة محاور رئيسية في المصادر الرقمية وتكنولوجيا المعلومات والتعليم وعددا من القضايا والاتجاهات الحديثة في علم المكتبات والمعلومات كالاستدامة والاعتمادية، والتدريب والقضايا الأمنية والأخلاقية للتعامل مع المحتوى الرقمي.

وكشفت الطاهات عن عزم اللجنة التحضيرية للمؤتمر نشر أفضل أوراق العمل التي سيقدمها المشاركون باللغتين العربية والانجليزية، حيث سيتم نشر الأوراق باللغة العربية في مجلة (دراسات) الصادرة عن عمادة البحث العلمي في الجامعة، وأوراق العمل باللغة الانجليزية في كتاب محقق مع الناشر العالمي سبرنجر، مشيرة إلى أنه سيتم منح جائزة لأفضل بحث في اللغتين العربية والانجليزية.

جلسة الافتتاح، التي حضرها عدد من نواب الرئيس وعمداء الكليات والباحثين والمهتمين، تخللها عرض تسجيلي لطبيعة وجودة الخدمات التي تقدمها مكتبة الجامعة لزوارها من طلبة وباحثين، كا تم تكريم الجهات الداعمة للمؤتمر ورعاته الرسميين إلى جانب المتحدثين الرئيسيين المشاركين في جلساته.

وعلى هامش الجلسة، افتتح في بهو المكتبة معرض شاركت فيه نخبة من دور النشر الإلكتروني الرائدة المحلية والعربية والدولية للتعريف بطبيعة الخدمات التي تقدمها للمستفيدين منها.

ما يميز المؤتمر لهذا العام مشاركة عدد من الباحثين من مختلف الدول العربية والإقليمية والعالمية من دول مثل الأردن ومصر وفلسطين والمملكة العربية السعودية والعراق والجزائر وتونس وليبيا، وأمريكا وبلجيكا وإسبانيا، أبرزها مشاركة متميزة لمتحدثين رئيسيين هما: عميد البحث العلمي وضمان الجودة في الجامعة الأردنية الدكتور شاهر المومني الذي سيتحدث عن دور البحث العلمي في تصنيف الجامعات، والدكتورة ليزا هينكلف المتخصصة في علم المعلومات من جامعة ألينوي وستتحدث عن البيانات التي ينتجها الباحثون والعمل على تنظيمها وإعادة استخدامها.

ويناقش المؤتمر على مدار ثلاثة أيام ( 30) ورقة علمية موزعة على أربع جلسات خصصت في عناوينها موضوعات تتعلق بالمكتبة وتكنولوجيا المعلومات، وأثر تكنولوجيا المعلومات على المكتبات، والاتجاهات الحديثة في المكتبات، والتدريب في المكتبات.

ويتخلل أعمال المؤتمر ورش عمل وحلقات نقاشية يشارك فيها أساتذة متخصصون، لتسليط الضوء على دور المكتبة في بعض القضايا كالتعليم المدمج والمحتوى الرقمي العربي وحقوق الملكية الفكرية.