حركية الرأي العام الأردني تجاه أوباما
ياسر ابوهلاله
12-05-2009 07:13 AM
يتسم الرأي العام الأردني بحركية تجاه مختلف القضايا المحلية والدولية. ولا توجد قضية يجمد عليها. ويقدم الاستطلاع الذي أجرته إبسوس في ستة بلدان عربية (الأردن ومصر ولبنان والكويت والإمارات والسعودية) نموذجا على مدى حساسية الرأي العام الأردني، هو نظرته إلى أوباما والولايات المتحدة الأميركية ومدى تفريقه بينهما.
فقد كان الرأي الأكثر إيجابية في نظرته لأوباما بعد المائة يوم من حكمه؛ فقد رأت نسبة 67 في المائة أنه سيكون له تأثير إيجابي على العالم، وعلى الولايات المتحدة بلغت النسبة 81 في المائة، وعلى الشرق الأوسط 64 في المائة, وعلى الأردن 73 في المائة.
خلص منفذو الاستطلاع إلى أن النظرة العامة في الدول المستطلعة تشي بـ"نوع من الترحيب العام بالرئيس اوباما"، وهذا الاتجاه "قوي في الأردن بشكل خاص". في المقابل "المصريون الأكثر توجسا بتأثير أوباما على بلدهم وعلى المنطقة"، فانخفضت نسبة من يرون له تأثيرا إيجابيا على العالم إلى 38 في المائة، وعلى الولايات المتحدة 57 في المائة، وعلى الشرق الأوسط 35 في المائة، وعلى مصر 34 في المائة.
هذا يؤشر على ملاحظتين، الرأي العام الأردني نهم في متابعة الشأن الخارجي، ويلحظ أي تطورات عليه مقابل رأي عام مصري مغرق في المحلية وتأثير الإعلام الخارجي محدود فيه.
ليس انبهارا بأميركا، على العكس الأردن كان البلد الأكثر نقدية في نظرته لأميركا ويفرق بحدة بين أميركا بسياستها العدائية في المنطقة وبين الملمح الإيجابي في انتخاب أوباما. بلغت نسبة الأردنيين الذين لهم رأي إيجابي في أوباما 58 في المائة، وتنخفض النسبة في النظرة الإيجابية إلى الولايات المتحدة 36 في المائة. أما الرأي السلبي في أوباما فانخفض إلى 29 في المائة وارتفع إلى 55 في المائة في النظرة السلبية إلى الولايات المتحدة.
بدأت النظرة الإيجابية إلى أوباما مبكرة فقد أظهر استطلاع أجرته أبسوس لصالح "الغـد" أن 67 في المائة من الأردنيين "يفضلون وصول أوباما إلى البيت الأبيض". في المقابل يفضل 11% من العينة وصول منافسه الجمهوري جون ماكين.
وتابع الرأي العام الأردني الانتخابات بشكل واسع، كما أظهر الاستطلاع الذي أجراه مركز الدراسات الاستراتيجية، حيث أفاد 57% من مستجيبي العينة الوطنية بأنهم كانوا من متابعي مجريات الانتخابات الأميركية.
وقتها بدا الأردنيون منقسمين تجاه توقعاتهم بتغيير السياسات الأميركية الخارجية بصفة عامة نتيجة لفوز أوباما في الانتخابات، حيث أفاد 43% من مستجيبي العينة الوطنية بأن نجاح أوباما سوف يغير من السياسات الأميركية الخارجية، في حين ما زالت الأغلبية 57% تعتقد أن هذا الفوز لن يكون له أثر في تغيير هذه السياسات.
وظهر في الاستطلاع انقسام الرأي العام تجاه أثر فوز أوباما على صورة الولايات المتحدة في العالم وعلى معالجة الأزمة الاقتصادية العالمية. حيث أفاد 49% من مستجيبي العينة الوطنية بأن انتخاب أوباما رئيساً للولايات المتحدة سيكون له أثر ايجابي.
قبل أوباما ظلت استطلاعات الرأي تكشف أن لا موقف إيديولوجيا مطلقا تجاه الولايات المتحدة. وتتلخص المشكلة في الموقف من قضايا العرب والمسلمين العادلة. أما بعد أوباما بدا واضحا أن الرأي العام في العالم العربي والإسلامي التقط بحماسة الإشارات الإيجابية من أوباما. فقد كان أول رئيس يخصص فقرة من خطابه الرئاسي الافتتاحي للمسلمين، واتخذ موقفا صارما من سجن غوانتنامو والتعذيب والسجون السرية. وكانت تركيا محطته الأولى التي خاطب فيها بدفء العالم الإسلامي.
سيضيف أوباما إشارات إيجابية في خطابه المنتظر في مصر، فكيف لو اتخذ مواقف عملية تجاه حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية؟
yaser.hilala@alghad.jo