مجتمع الرمل والنجوم .. !!
موسى الصبيحي
12-05-2009 01:57 AM
ليس سهلاً أن يصبح مسؤول حكومي كبير عرضة لانتقاد لاذع من مسؤول رفيع جداً، فالأمر قد يخرج أحياناً عن السيطرة، ويأخذ بعداً أكثر صعوبة وحساسية، فيما لو كان محور النقد يصب باتجاه تعميق حالة الشعور بالذنب الناجم عن فعلة غير مبررة من الناحيتين الموضوعية والمعنوية قد لا تتعدى مجرد الخروج غير المقصود عن السياق.. فهل تولّد لدى بعض المسؤولين شعور باليأس من حالة التأنيب والنقد المصوب نحو أدائهم وأفكارهم وتوجهاتهم ومبادراتهم في الوقت الذي كانوا فيه مدفوعين إلى المبادرة الخاطئة..!!؟
المسألة أكثر من معقدة، ليس باعتبارها ذات بعد فكري فلسفي في إطار برامجي مزعوم، بل لكونها تعبر عن حالة سياسية غير مفهومة، اختلطت فيها الأوراق بصورة مزعجة، وتباينت فيها الأمزجة والاجتهادات بصورة لا تعبر إلاّ عن حالة نزق وضيق شديدة حدّ الانفجار، هي في المحصلة ناتجة عن تغيرات جذرية ما فتئت ترصد نبض الشارع، وتستمع لرأي الأغلبية غير الصامتة..!! وقد لا يكون مناسباً أن يتم التصعيد على نحو يشي بأن ثمة قدرة على تحريك الشخصيات في مواقع المسؤولية الرفيعة دون رجوع إلى قواعد وأسس واضحة وشفافة، وهي ذات الأسس التي يجب أن تدفع المسؤول رفيع المستوى إلى تصعيد حالة الاحتجاج إلى مستوى التهديد بمغادرة الموقع دون أدنى أسف..!!
يبرز سؤآل كبير: هل نحن أمام متغيرات ملزمة للمسؤول رفيع المستوى بأن يكون صاحب مبادرة وقرار شجاع دائماً..؟ وإذا كانت الإجابة نعم، هل تصل درجة الإلزام إلى اللحظة التي تدفع بهذا المسؤول إلى تقديم استقالته عندما تتبدى له حالة العجز الممزوج بالنزق والنقد وقد داهمته على حين غرة حين لم يعجب مسؤولاً كبيراً يفوقه منزلة..!؟
عليك أيها المسؤول الرفيع أن تجيب على هذا السؤآل، وهي إجابة من أجلك أنت أولاً، ومن أجل الوطن الذي ما زلت مؤتمناً على جانب كبير من مسؤوليته.. فهل لديك إجابة مقنعة على ذلك..!؟
أرجو أن تسجّل الذاكرة الوطنية حدثاً بهذا المستوى من الأهمية، وخطوطه على النحو التالي: مسؤول رفيع المستوى، يطرح مبادرة رفيعة المستوى، يمتلك مسوّغات مقنعة لتنفيذها، ويبدأ أولى خطوات التنفيذ الأولية على الرمل، ثم فجأة تهبط عليه كتلة نزق وضيق مختلطة بالنقد، تمسح السطح الرملي بمنتهى البساطة، وإذ به يتراجع فوراً، ليفقد كل مبررات وجوده في موقع المسؤولية الرفيعة التي يحتلها، وإذْ بالأفكار التي طرحها تتقهقر لتعبر عن سلبيات الفرصة لا عن إيجابياتها، وإذْ بالمجتمع يضحك، والجماهير تضحك سخرية من "الضحك على الذقون"..!!
بالله عليكم: أي سخف يعيشها مجتمع النجوم والرمل..!