كلما ذهب جلالة الملك الثاني للولايات المتحدة الاميركية يسجل اختراقا ويترك وراءه عاصفة من التساؤلات حول
صواب توجهات الادارة الأميركية حيال قضايا المنطقة، وفِي ذات الوقت تكون الشائعات حاضرة ومصدرها معروف.
زيارات الملك الى الولايات المتحدة ليست من الأسرار فما يدور فيها معلن وما ينتج عنها من مواقف معروفة وليس هناك موقف تحت الطاولة وآخر فوقها فلم يتراجع الملك خطوة واحدة في هذه المواقف حتى مع تعاقب الإدارات الأميركية بين جمهورية وديمقراطية، القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية والحل هو في إقامة دولتين.
ليس الملك هو من يتراجع عن هذه الثوابت وليس هو من يبدل المواقف مهما بلغ الثمن ومهما كانت شدة الضغوط وعلى الذين يلمحون الى مواقف اخرى تخصهم ان يتحلوا بالشجاعة فيعلنون عنها للتاريخ.
دائما كانت الشائعات تلاحق زيارات جلالته الى الولايات المتحدة تقوى كلما كانت المواقف قوية.. اما أهدافها فهي التقليل من أهمية الزيارة ومن قوة تأثيرها من ناحية، ومن ناحية اخرى ان تطغى هذه الشائعات على نتائج الزيارة فتلوكها الألسن وتعتقد انها حقائق مع ان مصدرها هو المستفيد من اثرها وهو المتخوف دائما من قوة تأثير جلالته على الإدارات الأميركية وعلى قيادات الكونغرس وعلى الرأي العام الأميركي .
زيارات الملك الى الولايات الاميريكية ليست ردات فعل، فهي مبرمجة فيها قدر كبير من الاحترافية في الإعداد والترتيب في المواقف المحسوبة بالكلمة وفِي اللقاءات المنتقاة في القدرة على التأثير والقضايا التي يطرحها الملك كبيرة لا تقف على مشاريع حلول مفترضة ولا على تسريبات من هنا وهناك، فالملك والأردن ليسا نظاما ولا دولة مرتبكة يجري فيها صياغة المواقف بمراهقة سياسية فهي ثابتة يسجلها التاريخ وفيها من الحجج والقناعة ما يكفي لان تكون ثابتة.
هذا نظام ملكي راسخ وهذه مملكة ذات جذور وهي دولة فيها تقاليد رفيعة.. تغيير المواقف فيها او في بنيتها ليست رهنا لأهواء ومواقفها ليست ثمنا لإغراءات وليست هشة تتكسرتحت الضغوط .
الرأي