حكومة الرزاز .. إنهيار خرافة الدولة المدنية
فارس الحباشنة
09-07-2018 09:51 PM
رئيس الحكومة ع.الرزاز بغاية وواسع اﻹرتياح ، وغادر البرلمان ظهر اليوم الاثنين مطمئنا وواثقا من حصول حكومته على ثقة نيابية بدون مشاورات ولا مراوغات وبأقل الأثمان والكلف السياسية وغيرها .
لا أميل هنا للحديث عن صفقة ولنسميها "شهر عسل " يمكن أن تمتد لعام و أزود ، والنواب أقرب ما يميلون الى الحكومة خوفا من "فقدان التوزان" ، و كل من الطرفين أيقن أن سياسة أدارة القطعان الخائفة
استنفذت اغراضها ، و أصبحت محدودة التأثير على عكس ما كانت تجري التوافقات بين الحكومةوالنواب في أوقات سابقة .
أبلغ و أقوى الأوصاف في جرح و ذم البيان الحكومي جاءت في تصريح صحفي للنائب المخضرم خليل عطية وصف به البيان بانه يفتقد للبرامجيه ، وانه مخيب للأمال ، ولم يمس من قريب أو بعيد مسألة تغيير النهج . وأضاف أنه لا يكفي أن تتحدث عن عقد اجتماعي دون رؤية مفصلة . انتهى بيان عطية .
البيان الوزاري كلامات متقاطعة ، وبمنتهى الرداءة و السوء و لا يعرف من المنتج و المخرج ؟ كلام بلا معني ، ولا أعرف أيضا كيف أثر بالسادة النواب الذين ختموا الجلسة بتصفيق ساخن وحاد لدولة الرئيس ، الذي لا تقل مساويء نطقه عن سابقيه .
و كيف سيصنع الرزاز مرحلة انتقالية في الدولة لصياغة عقد اجتماعي جديد و تغيير النهج ؟ أظن أنه من الخيال العلمي ، فالرزاز وجماعته من رجائي و مثني وبسمة وجمانة و ميري و هالة ومجد ولينا يقفون أمام مراة كبيرة لكنهم يرون أنفسهم على حقيقتهم .
الى أي حد ستتغير الخرائط ؟ وهل ستعود الحكومة الى فرض قانوني الضريبة و الخدمة المدنية تعديلاتهما ؟ و هل ستختفي معارضة الفيس بوك بقوة تشريعات الجرائم الالكترونية ؟ و هل تنحصر مسألة المعارضة الجديدة بحل أزمة السعود و الغرايبة ؟ وحكومة بمختصر القول بلا أفق سياسي .
النائب السعود عرف أن ينقض على الوزير السنفور ، ملاحظة السعود قويمة وصائبه ، وسياسيا من الصواب و الحكمة أن يرد الوزير السنفور علي ما يتم تداوله بأن معاليه من رافعي رايات أسقاط النظام الأردني بنفى الواقعة أو الأعتذار سياسيا عن هذا الخطاب والنهج "أبو السقوف العالية" ، و مادام قد دخل اللعبة من أوسع أبوابها .
مفارقة عجيبة و غريبة ، والوزير السنفور يا حرام شكله بفكرها لعبة "بلاي أستيشن" ، و خائف أنه ميري
و بسمة و هالة يحردوا منه ، و يحصدوا اعجابات ولايكات وكمونتات أكثر منه . والمفاجأة أن" الوزير أبو شدوق" طلع مش سياسي ، ويالها من مفاجأة كبرى ، و ستكشف الأيام عن أسرار خطيرة في حكومة الرزاز .
علامات الفشل والعجز لاشك أنها ظاهرة في وجوه وملامح الرزاز وجماعته ، وبشكل أكبر برجائي المعشر العجوز الذي تكرر دخوله في حكومات سرعان ما حلت عليها لعنة الرحيل والانهيار المبكران ، ومن زيد الرفاعي الاب الى سمير الأبن ، ولأصحاب الذاكرة القوية يستعدوا بعض الذكريات ، ولسوف نرى ونتابع .
الشيخوخة ما عاد أحساس بالزمن والعمر أنما تأكل واهتراء للنظام العام ، وهذا ما لا يخفى . وأن كان هناك من أهل السلطة مقاومين لهذا الاحساس المرعب ببث روح التسكين و الطبطبة و الرعب و القمع في المجال العام وفرض خياراتهم بكل ما يملكون من قوة ورباط الخيل .
ولذا أنتشرت صبغات الشعر من الرئيس الى أصغر وزير ، و لا أريد التكلم عن الوزيرات ، ومكياج كثيف في لحظة مواجهة الكاميرات يزيح ليشبه مكياج الموتى في الطقوس اليابانية ، حيث يضعون طبقة ثقيلة من مساحيق تخفي ملامح الميت .
رغبة أهل السلطة بالخلود والديمومة ، سلطة بلا نهاية وبلا حدود ، و يشعرون أن الدولة وجدت من أجلهم ولأجلهم . شعور يدفع بهم الى تثبيت الاوضاع والمواقيت على حركة عقارب ساعتهم ، وبالاجدر توقيف الزمن ، وأن وجد احساس بالزمن أصلا .
**
حكومة الرزاز لم تعد محط أختبار سياسي و شعبي ، ووحدة الزمن السياسي رغم ما حاول أن يطري وجه الحكومة بكريمات ترطيب لتسخين العروف و هي تحلف أغلظ الايمان بان الأردن قادم على تغيير و اصلاح بالنهج .
بدعة جديدة في السياسة . بدعة تثبت أن مستقبل الأردن يتارجح ، أن هذه الايدي المترددة و المتهمة لا يمكن أن تكون صانعة لمستقبل مختلف ومغاير .
المشهد بلا شك مليء بالفرجة ، ومعالي الوزير المتهم بانه من دعاة أسقاط النظام حكايته مشحونة بالرمزية ، ولربما هو لا يدرك ولا يعي ، و لكنها أصبحت تحت المجهر ، ومن بين الحسابات على مرمطة أوراقها ، وهذه من بدع الأبداع في السياسة الأردنية و ننتظر المزيد ..وسنرى