حكومة الرزاز .. إنهيار خرافة الدولة المدنية
فارس الحباشنة
09-07-2018 09:52 PM
رئيس الحكومة ع.الرزاز بغاية وواسع اﻹرتياح ، وغادر البرلمان ظهر اليوم الاثنين مطمئنا وواثقا من حصول حكومته على ثقة نيابية بدون مشاورات ولا مراوغات وبأقل الأثمان والكلف السياسية وغيرها .
لا أميل هنا للحديث عن صفقة ولنسميها "شهر عسل " يمكن أن تمتد لعام و أزود ، والنواب أقرب ما يميلون الى الحكومة خوفا من "فقدان التوزان" ، و كل من الطرفين أيقن أن سياسة أدارة القطعان الخائفة
استنفذت اغراضها ، و أصبحت محدودة التأثير على عكس ما كانت تجري التوافقات بين الحكومةوالنواب في أوقات سابقة .
أبلغ و أقوى الأوصاف في جرح و ذم البيان الحكومي جاءت في تصريح صحفي للنائب المخضرم خليل عطية وصف به البيان بانه يفتقد للبرامجيه ، وانه مخيب للأمال ، ولم يمس من قريب أو بعيد مسألة تغيير النهج. وأضاف أنه لا يكفي أن تتحدث عن عقد اجتماعي دون رؤية مفصلة . انتهى بيان عطية .
البيان الوزاري كلامات متقاطعة ، وبمنتهى الرداءة و السوء ولا يعرف من المنتج و المخرج ؟ كلام بلا معني، ولا أعرف أيضا كيف أثر بالسادة النواب الذين ختموا الجلسة بتصفيق ساخن وحاد لدولة الرئيس ، الذي لا تقل مساويء نطقه عن سابقيه.
وكيف سيصنع الرزاز مرحلة انتقالية في الدولة لصياغة عقد اجتماعي جديد وتغيير النهج؟ أظن أنه من الخيال العلمي ، فالرزاز وجماعته من رجائي ومثني وبسمة وجمانة ويري و هالة ومجد ولينا يقفون أمام مراة كبيرة لكنهم يرون أنفسهم على حقيقتهم.
الى أي حد ستتغير الخرائط ؟ وهل ستعود الحكومة الى فرض قانوني الضريبة و الخدمة المدنية تعديلاتهما ؟ و هل ستختفي معارضة الفيس بوك بقوة تشريعات الجرائم الالكترونية ؟ و هل تنحصر مسألة المعارضة الجديدة بحل أزمة السعود و الغرايبة ؟ وحكومة بمختصر القول بلا أفق سياسي .
النائب السعود عرف أن ينقض على الوزير السنفور ، ملاحظة السعود قويمة وصائبه ، وسياسيا من الصواب و الحكمة أن يرد الوزير السنفور علي ما يتم تداوله بأن معاليه من رافعي رايات أسقاط النظام الأردني بنفى الواقعة أو الأعتذار سياسيا عن هذا الخطاب والنهج "أبو السقوف العالية" ، و مادام قد دخل اللعبة من أوسع أبوابها .
مفارقة عجيبة و غريبة ، والوزير السنفور يا حرام شكله بفكرها لعبة "بلاي أستيشن" ، و خائف أنه ميري
وبسمة وهالة يحردوا منه ، و يحصدوا اعجابات ولايكات وكمونتات أكثر منه . والمفاجأة أن" الوزير أبو شدوق" طلع مش سياسي ، ويالها من مفاجأة كبرى ، وستكشف الأيام عن أسرار خطيرة في حكومة الرزاز .
علامات الفشل والعجز لاشك أنها ظاهرة في وجوه وملامح الرزاز وجماعته ، وبشكل أكبر برجائي المعشر العجوز الذي تكرر دخوله في حكومات سرعان ما حلت عليها لعنة الرحيل والانهيار المبكران ، ومن زيد الرفاعي الاب الى سمير الأبن ، ولأصحاب الذاكرة القوية يستعدوا بعض الذكريات ، ولسوف نرى ونتابع .
الشيخوخة ما عاد أحساس بالزمن والعمر أنما تأكل واهتراء للنظام العام ، وهذا ما لا يخفى . وأن كان هناك من أهل السلطة مقاومين لهذا الاحساس المرعب ببث روح التسكين والطبطبة والرعب والقمع في المجال العام وفرض خياراتهم بكل ما يملكون من قوة ورباط الخيل.
ولذا أنتشرت صبغات الشعر من الرئيس الى أصغر وزير ، ولا أريد التكلم عن الوزيرات ، ومكياج كثيف في لحظة مواجهة الكاميرات يزيح ليشبه مكياج الموتى في الطقوس اليابانية ، حيث يضعون طبقة ثقيلة من مساحيق تخفي ملامح الميت.
رغبة أهل السلطة بالخلود والديمومة ، سلطة بلا نهاية وبلا حدود ، و يشعرون أن الدولة وجدت من أجلهم ولأجلهم . شعور يدفع بهم الى تثبيت الاوضاع والمواقيت على حركة عقارب ساعتهم ، وبالاجدر توقيف الزمن ، وأن وجد احساس بالزمن أصلا .
**
حكومة الرزاز لم تعد محط أختبار سياسي و شعبي ، ووحدة الزمن السياسي رغم ما حاول أن يطري وجه الحكومة بكريمات ترطيب لتسخين العروف وهي تحلف أغلظ الايمان بان الأردن قادم على تغيير و اصلاح بالنهج .
بدعة جديدة في السياسة . بدعة تثبت أن مستقبل الأردن يتارجح ، أن هذه الايدي المترددة و المتهمة لا يمكن أن تكون صانعة لمستقبل مختلف ومغاير .
المشهد بلا شك مليء بالفرجة ، ومعالي الوزير المتهم بانه من دعاة أسقاط النظام حكايته مشحونة بالرمزية ، ولربما هو لا يدرك ولا يعي ، و لكنها أصبحت تحت المجهر ، ومن بين الحسابات على مرمطة أوراقها ، وهذه من بدع الأبداع في السياسة الأردنية وننتظر المزيد ..وسنرى.