سيدي صاحب السمو .. باركتك السماء
د . ردينة بطارسة
11-05-2009 02:36 PM
"أنت تنظر إلى مسيحي الأردن كشركاء في المسيح بينما نحن ننظر إليهم كإخوان أردنيون "
بهذه الكلمات ذات المعاني النبيلة عبر صاحب السمو الملكي الأمير غازي بن محمد الممثل الشخصي لجلالة الملك عن معنى هوية الأردنيين المسيحين مخاطبا قداسة البابا خلال زيارته التاريخية الى مسجد الراحل العظيم الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه .
فقد جاء خطاب صاحب السمو معبرا وشاملا لكل معاني المحبة والسلام التي تباهى الأردن فيها حول العالم قاطبة , فقد قال أن زيارة قداسة الحبر الأعظم في رحلة الحج البابوي إلى ارض الرسالات, تمتلك من الأهمية ما يؤكد خصوصية الأردن بيتا دافئا يتعايش فيه أبنائه مسلمون ومسيحيون كعائلة واحدة تظللها العباءة الهاشمية وسيبقى عصيا على كل ذي نفس مريضة من أصحاب الفتن والنوايا السيئة , فقد رضعنا حليب المجد من الأب الحاني رائد السلام العالمي الملك حسين بن طلال و اليوم اشتدت عزيمتنا لإكمال مشوار الرفعة والسمو مع جلالة القائد الملك عبدالله الثاني المعظم حفظه الله .
أن خطاب صاحب السمو الأمير غازي بن محمد يستحق منا جميعا الوقوف إجلالا لهذا الشبل الهاشمي الأصيل , والذي عرف بمهارة الخبير كيف يستخدم مبضع الجراح ليجتث مرض الفتنة والفساد من بين أضلع أردننا الغالي, دون أن يترك أثارا جانبية مؤكدا (أن أعظم قيمتين في الدين الإسلامي والدين المسيحي هما حب الله وحب الجار) وقد جاء بمثابة نور سلام وصفاء ليبدد ظلام التطرف ويقتل شبح الفرقة , فقلوبنا تنظر إلى السماء رافعين أكف الدعاء إلى العلي القدير أن يعطيك من عنده المزيد من البركة وان يعطي قائدنا ورائدنا جلالة الملك عبدالله الثاني مزيدا من الصحة والعافية ليبقى الأردن أنموذجا يحتذى به, ليس بين دول الإقليم فحسب بل على المستوى العالمي أيضا , فقد سرنا بعزم من خلفه حاملين رسالة عمان, مرسوم سلام ومحبة لتعريف العالم اجمع عن حقيقة الإسلام دين تصالح وإخاء وليس دين إرهاب وحروب .
إن الجرأة النادرة التي امتلكها صاخب السمو في خطابة ,واضعا النقاط على الحروف حول كل المسائل الحساسة ,سمة لكبار القادة و هذا ليس غريبا عن رمح هاشمي, يمتلك من طيب النسب وقدسية المنشأ ما يعطيه المزيد من الدافعية ليرتقي القمم , فالدم الحار الذي يجري في عروق كل الأردنيين يبعث فينا قوة وعزيمة لتلبية نداء القائد حين قال " على قدر أهل العزم " سائرين معه إلى العلى أنشا الله .