مدمنو التكنولوجيا .. مابين خديعة الإنجاز وسياسة الإعجاز !
عروبة الحباشنة
08-07-2018 03:32 PM
مُغفلون بإطار هيكل بشري يتخذ شكل اليدين المرفوعة والكوع الملتوي دوماً ، صامتون ، تتغير ملامح وجوههم كالمعاتيه في حواري لاس فيقس ، لا صوت لهم لا لحن لهم لا عمق لهم لا حنجرة تُحاكيك بتجرد عصفورٍ تقي يُسبح للإله ، لا يستطيعون استنشاق العطر فهم متخمون بلايك الحب لصورة ورد إلكترونية لا رائحة لها ولا حتى حِس حقيقي .
مُدمن الفيس بوك او الواتس اب او التويتر او سناب شات يتحدث إليك " كما يتحدث نايٌ إلى وتر خائف بالكمان " فلا شاهدان على عمق الصورة والإتصال الحِسي فيفنى الحب وتُداس المشاعر حينما فُضلت التكنلوجيا على تواطد العلاقات الإجتماعية والأُسرية ودمرتها إلى أن تحولت للاشيء في جدارية العدم !
لا شيء يكتبنا أمام فجيعة الحقيقة ، خروج الإنسان من شرنقة اللون والمعنى والمبنى وزج ذاتهِ في مقبرة التكنولوجيا ووضاعة السوشال الميديا وما تبقى لا حول ولا قوة لنا به ِ .
مُحزن من يرى العالم عبر شاشةٍ زجاجية ، كيف ترى صُبحاً يستبيح أشجار الصنوبر بجمالية الميتافيزيقيا ودون تجرد حينما تشعر أن أنفاسك توضأت طُهراً ، آخرون يستبدلون هذا المنظر صباحاً بمحادثة إلكترونية عنوانها ستكرز أصفر والكثير من الكلمات المنسوخة التي لا طعم لها ولا حتى صوت !
مؤرقٌ هذا العالم الإفتراضي ، والعرب يُعانون اليوم من ثورة التكنولوجيا التي أصابتهم بمرض " التوحد " وهذا إنتصار بالنسبة للحكومات وبالنسبة لسياسات التخدير الصهيوأمريكية ، بالنهاية ليكن جميع مُدمني التكنولوجيا على إيمان مُطلق بأنهم باتوا محكومون بالموت إلكترونياً وهذهِ ابشع نهاية في التاريخ الإنساني .
تحرروا من هذا القيد المُحكم ، ومارسوا الحياة فلا حياة من غير خلٍ يبتسم لعينيك ولا وجود من غير نايٍ يستمطر ندى روحك .