العسل البلدي هو المضمون، لا العسل الملكي ولا العسل الجمهوري
محمد الداودية
07-07-2018 01:02 AM
حذّرت المؤسسة العامة للغذاء والدواء المواطنين على صفحتها من تناول العسل الملكي (Royal Honey VIP) لاحتوائه على مواد دوائية تضر بصحتهم. وأعلنت أنه تم سحب ذلك العسل، المستورد من ماليزيا، من الاسواق.
وكنت كتبت على صفحتي على الفيسبوك قبل 6 سنوات يوم 25 تموز 2012 ما يلي:
في الأسواق الأردنية عدة أنواع من «العسل اليمني» يبيعها شباب يمنيون يلبسون «الوزرة» اليمنية ويرمون المناديل اليمنية على اكتافهم. تجدهم في عدة أماكن وخاصة في معظم المولات، يضعون أنواع العسل في مرطبانات كبيرة كتبت عليها أسماء مثل: عسل الزعتر، عسل الصندل، عسل الرتم، عسل بري، عسل ...الخ.
معلوماتي المؤكدة، هي أن هذا العسل وغيره، مما يستورد من اليمن أو من بلغاريا على أنه عسل يمني، هو عسل بلغاري 100%، يتم استيراده بالبراميل من بلغاريا إلى اليمن وإلى الأردن، ويتم بيعه للأردنيين وغيرهم، الذين يشترون الكيلوغرام الواحد بـ 500 و 1000 دولار وقد يهبط السعر أحيانًا الى 150 و 200 دولار للكيلوغرام الواحد، الذي يكلف دولارًا واحدًا تقريبًا من بلغاريا.
من يحرص على أن لا يتم استغفاله والضحك على ذقنه، فإنني أنصحه أن يشتري العسل البلدي فهو أضمن له وأوفر.
واسمعوا مني هذه الحكاية...
كنت برفقة علي حسن السفير اللبناني نتجول في أسواق «موليا سنيان» الشهيرة في جاكرتا عندما مررنا على بائع العسل اليمني العجوز الذي دعانا الى التذوق. قال له السفير اللبناني سنرجع لك. ولما ابتعدنا سألته فقال لي إنه لما تعين سفيرا لبلاده في صنعاء قرر زيارة سفير بلغاريا التي درس فيها. وأضاف إنني ذهلت عندما وصلت إلى السفارة البلغارية في صنعاء لضخامتها وجمالها والبذخ البارز في محيطها. ويضيف لما سألت السفير البلغاري عن سر هذه الفخامة التي لا تتناسب مع أهمية اليمن لدى بلغاريا، قال له السفير البلغاري إن العسل هو السر. وشرح له كيف يستحوذ التجار اليمنيون والأجانب على العسل البلغاري فيستوردونه بمئات الأطنان ويعيدون تعبئته ويلصقون عليه ما يشير إلى أنه إنتاج يمني أو ماليزي أو ألماني. وبالطبع تستحق للسفارة البلغارية عائدات ضخمة من وراء تصديق أوراق الاستيراد الكثيرة.
يقودنا ما يجري في هذا الصنف، إلى العودة لعسل بلادنا، شريطة أن تضبط المؤسسة العامة للغذاء والدواء الجودة. وأن يحصل العسل على شهادة تؤكد صحة محتوياته. وأن تضمن لنا أنه عسل أصلي لا غش فيه.
الدستور