هيومن رايتس ووتش .. وتغييب الحقائق
د. نضال القطامين
05-07-2018 01:53 PM
تتغاضى عيون ما يسمى بالهيومن رايس ووتش عمّا يعانيه الأردن من تبعات الأزمة السورية، وتنكر في آخر تصريح لها، حقّه في الدفاع عن حدوده وعن خياراته الأمنية فيمن يعبر الحدود، وتُصَّرّفُ التصريح تلو التصريح، فيما يُشبه الهجوم، وكأن ما تخاطب الناس به، يستند على قاعدة شمولية واسعة لكل ما يحدث في الدنيا من انتهاكات لحقوق الانسان، ولكأنها أغدقت على الاردن وثمّنت مواقفه التي تشرّف الجميع.
ليس من صلاحيات أحد الحديث عن ضروراتنا الأمنية، وليس من حق أحد فرض أمرٍ واقع عليه، وليس مطلوباً من الأردن تفسيرا ولا توضيحا لإجراءاته التي يهدف منها الى الحفاظ على أمن البلد وأهله، ومن بينهم بالطبع مليون ونصف لاجىء سوري يبدو أن الهيومن رايتس لا تعترف بوجودهم ولا بحق الأردن بدعمه لتوفير ماء وطعام ومأوى لهم.
نحن أمام ابتذال مهني ، ويبدو أن الحاجة ماسة لإعادة التفكير بعلاقتنا بهذه المؤسسة، بالنظر الى تاريخ تصريحاتها عن هذا الوطن الذي قدم ما لم يقدمه أحد.
إن إعتبار المتحدثة باسم هذه المؤسسة 'رفض الاردن المذل بالسماح لطالبي اللجوء بالتماس الحماية لا يتعارض فقط مع التزاماته القانونية الدولية، بل يتنافى مع الأخلاقيات الإنسانية الأساسية'. هو تصريح يفتقر لأبسط قواعد الحقيقة والدبلوماسية والاحترام، ولكأن مجال عملها يقتصر على الأردن، وكأنه لا علاقة لها بانتهاكات خطيرة في دول كثيرة، ليس باستطاعة هذه المؤسسة ولا ادواتها فتح ملفاتها أو الاشارة لها من بعيد.
وواضح أن هذه المنظمة تخاطر بتصريحات غير مسؤولة حين تستند فيها على دراسات غير علمية وغير حقيقية وغير مستندة على بحث علمي محكم وإحصاء دقيق، وعلى موظفين مبتدئين يتبنون وجهات نظر غير محايدة .
أوضحنا من قبل، كيف تقدّم دول الغرب الديمقراطية جدا والإنسانية جدا، أمنها على كل القضايا بما فيها الإنسانية، وبيّنا كيف تتغاضى الهيومن رايتس عنها ولا تأت على ذلك بكلمة في تقرير، فما بالها إذاً تستقوي علينا !
هذا وقت إعادة النظر في العلاقة مع هؤلاء، واضحٌ تماما استهداف الأردن كلما دق كوز بجرّة، وواضحٌ تعاميهم عن كل ما قدّمه الوطن تجاه اللاجئين على اختلاف سنوات لجوئهم، ورغم التسهيلات التي قدمها الأردن لفتح مكتب لهم، والسماح لهم بالعمل، تأتي السهام القبيحة منهم في ظهر الأردن الذي ينافح عن قضايا الأمة منذ نشأته، ويحقق نجاحات في التوازن بين حقوق الإنسان وبين الاعتبارات الأمنية، ويتجاوز محناً عديدة قاسية بفضل التلاحم بين القيادة والشعب، وبالاستناد على الوعي القومي والعروبي الكامل لكل مكونات الدولة الأردنية.
مؤلم ما قرأناه اليوم من تصريحات لهذه المؤسسة، وقد كان الناس يأملون حديثا مختلفا يشير الى الواقع والاجراءات على الميدان والواجبات الانسانية المهمة التي تنفذها القوات المسلحة والاشارة الى الجهد العروبي الكبير الذي ينهض به الشعب الاردني.
على هذه المؤسسة الاعتذار الكامل للدولة الأردنية، مثلما عليها الحديث عمّا بذله ويبذله الأردن في سبيل القضايا الانسانية على كل الأصعدة.