سأكتب عنك يا أردن باحرف من ذهب واحفر اسمك يا أردن في قلب الصخر ، ليس لأني حبك، بل لانك سجلت في سند التاريخ عبر وقصص مجد ، وضربت للعالم اروع صور العطاء والقيم ، فيدك ما كانت يوما الا بيضاء وقلبك ما عرف يوما الا الوفاء ، والتاريخ خير شاهد على بطولاتك يا أردن في ساحات الوغى قاتلت فانتصرت من اجل قضايا أمتك ووقفت معها ظالمة ومظلومة منتصرة ومهزومة فكنت للاخ عونا وللتضحية مثالا. فالهبة لنصرة اشقائنا السوريين في عمقهم ليس غريب عنا .فالاردنيين تربوا في مدارس الهاشميين على التضحية والعطاء .
اسوار القدس تشهد وباب الواد واللطرون ، ودماء شهداء الامة التي روت بزكائها ارض فلسطين ، فهذا حال شعب انفرد بالكرم والشجاعة وتماسك على غلظة غيره واتفق على ان (بلاد العرب اوطان) ولم يختلف يوما على الدفاع عن كل شبر من ارض العرب . ستكون كتابتي اليوم حماسية لاني اشعر بالفخر والايجابية تجاه الاردن كحالكم.
وهنا اذكر ان الاردن يبقى اولا ...رغم محاولات التشكيك في مواقفه تجاه اشقائه العرب الا ان الازمات تثبت في كل مرة ان الاردن اولا، فمنذ اندلاع فتيل الازمات ودوران رحاها والاردن ما زال متمسك بثوابته القومية من هذه القضايا واستنادا الى الشرعية ونصرة الحق ودحر الباطل.
وكان دور الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني يتمثل في الدعوة لحل القضايا العربية داخل البيت العربي ويتحرك لها دوليا من خلال اعتلاء الملك عبدالله الثاني المنابر الدولية والاممية لحشد الدعم والتاثير على النخب السياسية والثقافية في تلك الدول بعدالة الحقوق العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية باقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة وعاصمتها القدس الشرقية ،
وحاول الاردن منذ اندلاع الازمة السورية احتواء تلك الازمة والحيلولة دون تطورها الى الصورة التي وصلت لها الان من الدمار والشتات للشعب السوري. فادرك خطورة الحرب في سوريا والتداخلات الدولية والتي اصبحت ساحة لتصفية الحسابات وهي برأي حربا اسوء ما شهد التاريخ الانساني .
فقد تدارك الاردن خطورة هذه الحرب بالقيام بتحرك دولي وعلى جميع المستويات لايقاف نزيف الاشقاء السوريين الى طرف تامين حدودنا الشمالية وعدم التدخل عسكريا فيها لصالح اي جماعة ، بل طالب الاردن بضرورة حل الازمة سياسيا ايمانا منه بانه ليس هنالك منتصرا فيها ،
وترامت الحرب على الاردن بمليون ونصف المليون لاجىء وقد استقبلهم الاردن اشقاء وفتح لهم المجال للعمل والتعليم وتلاقي العلاج وقد دفع الاردن نتيجة هذه الاستضافة ضريبة كبيرة شكلت ضغطا على المملكة من جميع المجالات امنيا واقتصاديا وصحيا وتعليميا في الوقت الذي تنكر المجتمع الدولي بتقديم المساعدات للاردن لمواجهة هذا الزحف وهذا اللجوء السوري. الاردن دائما يعمل فوق طاقاته من اجل اشقائه العرب،
لكن وضعه الان في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها وعجز المديونية وتفاقم الدين العام لا يقوى على اسضافة المزيد من اللجوء السوري وكحال اية دولة فهي تعمل وفق مصالحها العليا ، ورغم ذلك فقد شرع الاردن باطلاق حملة وطنية اردنية لمساعدة اللاجئين ومساعدتهم داخل حدودهم بتقديم الطعام والغذاء والشراب والخيم وكل مستلزمات الايواء والاغاثة وهنا بالاخص نذكر باحترام دور قواتنا المسلحة في تامين تلك المستلزمات والقيام بدورها الانساني .
في الوقت الذي يبذل جلالة الملك عبدالله الثاني لاحلال السلام والمصالحة بين الاطراف المتنازعة هناك واجالسهم على طاولة المفاوضات ، نحن نواجه ضغوطا محلية ودولية لفتح الحدود في الوقت الذي لا يساوم فيه الاردن على ثوابته ومصالحه وامنه وعروبيته وانسانيته والتاريخ يشهد على ذلك ، ادعو الجميع للوقوف خلف قيادتنا الهاشمية وخيارنا السياسي لمنافع لنا فيها وللشعب السوري.