رواية مرعبة من إحدى وثائق التاريخ العثماني لمنطقة الأردن
04-07-2018 08:40 PM
بقلم أحمد الفرجات
في عام 1732م وفي أحد الأرياف وفي إحدى ليالي الصيف في موسم الحصاد، كان مجموعة من الرجال يتسامرون ويتبادلون أطراف الحديث.
وبينما هم يتجهزون لمغادرة التعليلة إلى بيوت الشعر حيث عائلة كل منهم، وإذا بصوت رهيب يملأ عنان الفضاء، ويتجه إلى الجنوب جسما مشعا مبهرا يسير بسرعة كبيرة جدا وبتبعه الدخان، وتتناثر منه قطعا كالشظايا.
كان على إرتفاع قريب كما وصفوا لمن بعدهم بالتواتر، وميزوا حجمه كما وصفوا آنذاك بحجم صخرة إستقرت في قاع جبل.
وبعد ثوان من مشهد مخيف هز الجميع، سمعوا دوي سقوطه على مسافة مسير خيال مبطيء زمن ما بين الفجر والشروق.
فناموا ليلتهم تلك تلف وجوههم الدهشة، وقلوبهم الذعر عما يكون هذا الكسف الساقط من السماء.
وفي أول فجة الفجر، ركبوا خيلهم وحميرهم وتوجهوا إلى مكان سقوط الأمس.
فساروا وفتشوا هنا وهناك حسبما قدروا مكان السقوط، ليقودهم إليه دخان خفيف متصاعد وتحته حفرة عميقة، وساروا نحوه بخوف وهواجس مما عساه أن يكون.
وفجأة أصبحوا وجها لوجه مع كتلة معدنية سوداء اللون كروية الشكل، وحجمها بحجم بيت شعر من ثلاثة أعمدة.
وقف الرجال صامتون أمام هذا المنظر الغريب، وتفحصوا بالنظر شكل الجسم من كل الجهات، وفجأة وبلا سابق إنذار فتح شق من أحد جوانب الجسم، وخرج منه أصوات غريبة خافتة، فهرب الرجال تاركين خيولهم وحميرهم خلفهم رعبا من الحدث.
وبينما هم يجرون ولا ينظرون خلفهم من الخوف، وإذا بسبعة كائنات غريبة تلحق بهم بسرعة فائقة، حجم أحدهم بحجم الرجل الوافي، ولباسهم معدني الشكل شديد اللمعان الفضي.
وأحاطوا فجأة بالرجال الهاربين، وأوقفوهم، ومنعوهم من الهروب، وأوصدوا عليهم الممسك.
وجلس الرجال على الأرض مسلمين بقضائهم بلا أية حركة، وتقدم أحد المخلوقات الفضية اللامعة ببطيء، وقال بلغة عربية شبه مفهومة " وين كبيركم؟".
فنظر الرجال ببعضهم البعض خوفا من الأحداث الغريبة المتوالية، وخوفا من سؤال الأخير.
فتشجع كبير القوم، وتذكر مكانته في قومه، فقرر أن يتحدث، وقال "أنا كبير القوم".
فنظر إليه الفضي بتعمق بعيون زجاجية حمراء مضيئة، ثم نظر بالجميع وبجماعته من الفضيين، ولم يقل شيئا لحينه.
وفجأة أخذ يصرخ بشدة " مين اللي من جماعتكم مبارح طلع لكوكبنا وكتب على مركبة أميرنا (لتشييك مزارعكم إتصلوا بنا)؟".
وسلامتكم