facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الي يحتاجه البيت يحرم على الجامع


د. سيف تركي أخوارشيدة
03-07-2018 04:15 PM

لا أحد يراهن على نخوة و شهامة الشعب الأردني ففي كل المحن العربية كان نعم السند و مثالا و انموذج لا يقارن بأحد في الأخوة ، الأردني لا يحتاج مقابل و لا يقبل ان يبقى مكتوف الأيدي أمام نكبات العرب و أوجاعهم ، فهم فزعة المظلوم و سند الضعيف .

فالأردن على مدار اليومين أشبه بـــ " تليثون الخير " ، ، مشاهد الإغاثة التي تسجلها محافظاتنا و أبناء الشعب الأردني الواحد تذكرنا برحلة المؤاخاة ما بين المهاجرين و الأنصار ، ما أشبه الحدث وما أصعب تداعياته و قهره على أخوة العروبة و الانسانية التي ذبحت و هجرت و شردت من أبناء جلدتهم اليوم.

مشاهد رائعة للغاية و أكاد أجزم أن العالم من الف الى ياءه لم يسجل حالة انسانية كما الشعب الأردني و لكن ما يعز علينا و يجرح الفؤاد انه هذا الخير أمتدت فروعه و الوطن يأن ، و الأردني مذبوح على مقصلة الفقر و الحاجة ، نحن لسنا ضد الانسانية والفزعة ، و لكن المثل بيقول الي يحتاجه البيت يحرم على الجامع ، في الأردن مرضى و جوعى و فقراء و محتاجين هم أولى بهذه الفزعة، هم أولى بهذا الكم من الحميمة ومشاعر الخوف ، في الأردن نساء أستوطن الحبس لقاء ديون زهيدة، و أخرين قد تم رهن بطاقاتهم الشخصية و وقعوا سندات أمانة وكمبيالات ببساطة لانه لم يستطع دفع فاتورة العلاج ، و أخر حجارة الكهف تغذت على جسده النحيل ، و أخر و أخر قد ضربوا بالعوز و الحاجة ما يبكي القلوب.

أين أنتم يا أحرار الأردن و فزعته من أهلكم ، أين أنتم من وجعنا ، فالجرح في الكف ، و الوجع أعمق من مشاهد " الشو " الاعلامي ، الأردن قيادة و حكومة و شعب كانوا أول من ساند الأشقاء في سورية ، فلا حاجة ليذكرنا أحد بأن هناك مهجرين على الحدود فقد ضاقت الحدود بنا ، لا حاجة تذكيرنا بصرخات النساء و استنجاداتهم ، فالأمس الناعقين و الداعين بالخراب و الشامتين بالأردن أنتظروا لحظة السقوط و الانهيار ولكن نجح الأردن بقيادته ووعي شعبه على أن يجتاز امتحان المواطنة الصادقة والانتماء و وضع النقاط على الحروف للمضي قدما نحو خارطة الاصلاح ، بالأمس استشهد سائد ورفاقه من أبناء الخسة و الأرهابيين ذاتهم الذين سجلوا مقاطع تهديدية للأردن وشعبه من خارج الحدود واليوم امتزجوا بين صفوف المهجرين ، فالأردن واهله أولى بالأستقرار ، وموارده بالكاد تكفي ، فالضغط متزايد ، و الأردن بلغتنا ( لن يحمم و يكفل الجنة ) ، الأردن لا يمكلك امكانات العالم و لا نفطه و لا موارده ، الأردن موطن العروبة و الفزعة ، الأردن عضو من الجسد العربي و لم ينسلخ يوما عن قضاياهم ، و لكنه لا يستطيع أن يتحمل منفردا تبعات وويلات الحرب ، لا يستطيع أن يتحمل المزيد.

يكفي استعراض فالوطن أولى بنا ، وقت " الجد " ما كان لنا فزعة و سند ، حمى الله الأردن و أهله، أخواني طوفوا حول الفقراء في القرى و البوادي ، في الخيام و البيوت المهدمة ، في السجون و المستشفيات.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :