مع كل التقدير والاحترام للهبة الشعبية الاردنية لتقديم المساعدات للاخوة السورين في منطقه درعا مما يدل على حسن منبت هذا الشعب ، الا انه يجب ادراك ان ادخال هذه المساعدات لا يمكن ان يتم بطريق الفزعة ولا بد ان يتم عن طريق جهات مختصة . فهذة المنطقة تعمها المعارك والقذائف ولا بد من ترتيبات امنية معينة لادخالها .

جميع المساعدات التي تذهب الى قطاع غزة تذهب عن طريق الهيئة الاردنية الخيرية الهاشمية حتى لو كان مصدرها من خارج البلاد.

وهذا يجب ان ينطبق على المساعدات الحالية القادمة من خارج الاردن والمرسلة الى منطقة درعا ، فلا بد ان تمر من خلال المسارات الحكومية خشية ان تستغل هذه العملية لأدخال مواد قد تحرج الاردن في حال ادخالها ومن الممكن ان تشمل اسلحة او مواد كيماوية او غيرها . كما ان المساعدات التي تدخلها القوات المسلحة الاردنية للاخوه السوريين سواء مواد غذائية او طبية او غيرها هي ايضاً واساساً مساعدات حكومية هذا لمن يعيبون على الحكومة عدم تقديم اي مساعدات للسورين على الحدود وقولهم ان من يفعل ذلك هي القوات المسلحة والجماهير الشعبية .

وكلمة اخيره احب ان اضيفها ان الحاله المأساوية التي يعيش بها اهل درعا حركت مشاعر الشعب الاردني والذي ظل وعلى مدار تاريخه مسانداً لكل الشعوب العربية ومستقبلاً لها رغم ظروفه الصعبه والتي كانت تزداد صعوبه مع كل موجه نزوج جديده . الا ان هذه الحاله دفعتهم للمطالبة بالسماح بادخال السوريين وخاصه النساء والاطفال الى الاردن.

ولكن يجب التوضيح ان الحاله الامنيه في مناطق سورية الاخرى تسمح بتوفير الامن والامان لهم وتوجد ممرات آمنه لوصولهم اليها هم ورجالهم . وان دخول نازحين جدد الى الاردن سيترتب عليه تكاليف باهظة بالمستقبل تزيد وضعنا الاقتصادي والاجتماعي والامني صعوبة في ظل تخلي المجتمع الدولي عن القيام بواجباته ناهيك عن احتمال تسرب ارهابيين من بين الداخلين . ولهذا سنجد ان اكثر المتحمسين لادخالهم سيتحول لأكثر المنتقدين لادخالهم .

ان النازحين اذا نزحوا الى دوله أخرى يصبح اعادتهم الى وطنهم الاصلي من اصعب الاشياء . ولكن اذا كان نزوحهم داخل وطنهم والى مناطق اكثر امناً فأن عودتهم الى مدنهم وقراهم وبيوتهم تكون سهلة وعادية . ومثال ذلك ما حدث عند تحرير الموصل من داعش حيث تم تأمين سكانها في اماكن آمنة داخل العراق وبعد تحريرها عاد قسم كبير منهم اليها ، الا المدمره بيوتهم .

من الجيد ان نتعاطف مع الآخرين ولكن من الجيد اكثر ان نقوم بذلك بطريقة واقعية.